المواطن الرياض باتت قضية إيقاف البدلات والمكافآت الشغل الشاغل للموظفين، يتحدثون ويناقشون في مجالسهم وأعمالهم ومكاتبهم القرارات وأهدافها وجدواها، والظروف الحالية التي يمر بها الوطن، التي اقتضت مثل هذه القرارات. وفي هذا السياق أدلى الكاتب والإعلامي حمود أبو طالب بدلوه في موضوع إيقاف بعض البدلات والمكافآت لموظفي الدولة. وقال أبو طالب في مقال له بصحيفة عكاظ بعنوان نكتب أو لا نكتب- بصراحة، الكتابة عن موضوع إيقاف وتعديل وإلغاء بعض بدلات ومكافآت ومميزات موظفي الدولة قد تكون مشكلة، وعدم الكتابة قد تكون مشكلة. لا للتأييد المطلق ولفت إلى أن التأييد المطلق دون ملاحظات أو تحفظ أو إبداء رأي تجاه بعض الجوانب لن يكون موضوعياً أبداً، ولن يصدقه حتى أصحاب القرار لأنهم يعرفون أن هناك شيئاً آخر لم تقله ويستحيل أن تكون مؤيداً لكل ما صدر من قرارات. أما المجتمع فإنه سوف يضع مثل هذا الكاتب في خانة التطبيل الفج والمجاملة الساذجة، وسوف ينزع منه صفة الحياد والمصداقية والالتزام بأمانة الكلمة والوقوف إلى جانب الحقيقة. الهروب والتنصل من المسؤولية وأضاف: إن عدم الكتابة عن موضوع مهم كهذا يمثل هروباً مكشوفاً وتنصلاً من مسؤولية الكتابة عن الشأن العام الداخلي الذي يجب أن يكون الشغل الشاغل للكاتب قبل أي شيء آخر، موضحاً أن الشيء المؤكد أن كل ما صدر من قرارات يراد به مصلحة الوطن، وبالتأكيد فإنها لم تتمخض عن تفكير شخص واحد أو مجموعة قليلة من الأشخاص بين عشية وضحاها. الوطن فوق أي اعتبار وتابع الكاتب أن مثل هذه القرارات الكبرى نتوقع أن يدرسها فريق كبير من المسؤولين والخبراء لوقت كاف، ولكن هؤلاء لا يجب اعتبارهم معصومين من أي مجانبة للصواب في أي جانب من الجوانب المتعلقة بتلك القرارات. لن يكون الإنسان مثالياً في كل شيء مهما كان علمه وخبرته وحرصه ودقته، لهذا لا بد أن يفوته شيء أو أشياء. وأضاف: عندما نضع هذا الاعتبار في الذهن ونضيف إليه أن الغرض الأساسي هو المصلحة العامة للوطن في ظل ظروف خاصة، وأن الجميع يتوخى هذه المصلحة، فإن الكتابة تكون ممكنة، بعقلانية وموضوعية، وبمنأى عن الانفعال الوقتي السريع كردة فعل لا أكثر، ولذلك علينا أن نكتب، ولكن بصدق وأمانة وإنصاف، واضعين الوطن فوق أي اعتبار.
مشاركة :