أكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، أن الأحداث الراهنة التي تمر بها البشرية، ناجمة عن ممارسات رعناء، لا تجر إلا إلى العداوات والبغضاء والدماء، معتبراً إياها خروجاً عن رسالات السماء ومناهج الأنبياء، وانجراراً في متاهات عمياء. ودعا الكعبي خلال احتفال الهيئة بذكرى الهجرة النبوية، أمس، إلى التشبث بروح وثقافة التفاؤل والتراحم والتعايش الإنساني الراقي، الذي دعا إليه الأنبياء والرسل كافة. وتفصيلاً، نظّمت الهيئة، أمس، احتفالية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1438، حضرها رئيس الهيئة والمديرون التنفيذيون ومديرو الإدارات وعدد من علماء الأزهر الشريف، وحشد كبير من علماء الدولة، بالإضافة إلى ممثلي الكنائس المسيحية. وقال الكعبي إن رسل الله وأنبياءه هم أصحاب التحولات الكبرى في حياة البشر، ليس لما امتازت به شخصياتهم من صدق واستقامة وفطانة وعدالة فحسب، بل لما جاؤوا به من منظومات قيمية، وفكرية قابلة للتطبيق، ومبشرة بالتحولات الحياتية الأكثر سعادة وكرامة وعمارة للأرض، والأزهى حضارة، يعتز بها الإنسان، وهم ليسوا بحاجة إلى شعارات تخدع الشعوب، فما حملوه من عقائد وقيم وأفكار هو أكثر إقناعاً وإمتاعاً للبشر. وأكد أن الهجرة إلى الله حققت للبشرية إنجازات وتحولات كبرى لنحو مليار ونصف المليار من المسلمين، ولبقية العالم، بما حمله القرآن الكريم من قوى إيمانية دافعة للسلم العالمي وللتقدم البشري، من علوم وفنون وإمداد لحضارة إنسانية، أخرجت الناس من الظلمات إلى النور. وقال الكعبي: إن كل الأحداث التي مرت وتمر بالبشرية اليوم، والتي شعارها ونهجها (ادفع بالتي هي أخشن)، إنما هي ممارسات رعناء، لا تجر إلا إلى العداوات والبغضاء والدماء، وهي خروج عن رسالات السماء ومناهج الأنبياء، وانجرار في متاهات عمياء، داعياً أتباع الديانات كافة إلى التشبث بروح وثقافة التفاؤل والتراحم والتعايش الإنساني الراقي، الذي دعا إليه الأنبياء والرسل كافة. كما دعا شعوب العالم الإسلامي، للعودة إلى الزمن الجميل، بمثل ما بناه الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم وصل المدينة المنورة، فأصدر دستور التعايش الوطني والاجتماعي بين جميع مكونات المجتمع، في ما سمي بالصحيفة، فسعدت كل أطياف سكان يثرب.
مشاركة :