حقق الطالب الإماراتي علي صالح الشنار (15 عاماً) إنجازاً مهماً على مستوى دولة الإمارات، بعد نجاحه في اعتلاء قمة جبل كليمنغارو، أعلى قمة جبلية في إفريقيا وأعلى جبل قائم بذاته في العالم، وأحد القمم السبع الشاهقة في العالم، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 5895 متراً، ليكون بذلك أصغر إماراتي يحقق هذا الإنجاز، متقدماً بفارق خمسة أشهر عن شقيقه (معاوية) الذي سبق له صعود القمة في عام 2012، وكان يبلغ 15.5 عاماً آنذاك. لياقة وجاهزية نصح علي الشنار زملاءه اليافعين بالقيام برحلات كهذه، مشدداً على الحاجة إلى اللياقة الذهنية والبدنية، والجاهزية التامة قبل البدء بهذه الرحلة الشاقة والمضنية. كما أكد أهمية اتخاذ معايير السلامة، والبحث عن خبراء في مجال قيادة المجموعة وتنظيم الرحلة، قبل القيام بهذه الرحلة التي عادة ما تكون مرة واحدة في حياة المرء. وتميز علي الشنار عن أقرانه في مدرسة جميرا للبكالوريا في دبي، بميوله الرياضية المتنوعة، ولاسيما في الرياضات التي تتطلب قدرة عالية مثل التنس، وكرة القدم، وكرة السلة، وركوب الخيل، والفنون القتالية الكورية حيث حصل في هذه الأخيرة على الحزام الأسود. وقال الشنار: نحن في دولة الإمارات متمرسون في تحدي الصعاب، ومعتادون على السعي الدؤوب لتحقيق الأفضل، وهي خصال زرعها فينا قادة هذه الأمة الذين نقتدي بنهجهم. حاول الشنار بدء هذه الرحلة الحافلة بالصعاب عندما كان في الـ14 من عمره، لكنه لم يتمكن من السفر آنذاك، قبل أن يتابع رحلة صعود القمة، في 14 من أغسطس الماضي، مع ثلاثة متسلقين، من ضمنهم والده. ودأب أفراد الفريق على تسلق آلاف عدة من الأمتار خلال ساعات النهار من كل يوم، والإقامة في خيام لمدة ست ليال، قبل الوصول إلى قمة أوهورو في 19 من أغسطس الماضي. وقال الشنار: رغم أن الطقس كان لطيفاً في أسفل الجبل، إلا أنه كان يتحول إلى البرودة الشديدة كلما ارتفعنا، كما عانينا من انخفاض مستويات الأوكسجين، ما جعل الأيام الأخيرة من هذه الرحلة متعبة جداً، وحافلة بالتحديات، والصعاب، والإرهاق، وفقدان الشهية للطعام. وأشار إلى أن مشاعر الفرح الغامر والغبطة في بلوغ القمة لا تُنسى، وأن الرحلة بالكامل كانت حافلة بذكريات الكفاح خلال مراحلها المختلفة، وبذكريات الفخر والاعتزاز برفع علم دولة الإمارات على قمة الجبل، مؤكداً أن هذه التجربة سيكون لها تأثير إيجابي في كل مراحل حياته. وأضاف المتسلق الإماراتي الصغير: رغم صعوبة النوم في مثل هذه الارتفاعات، فقد تعلمت أن الطريقة الوحيدة للتغلب على الصعاب تكمن في الانضباط الذهني، فنحن جميعاً قادرون على القيام بأكثر مما نتوقع، فالنهاية السعيدة تستحق العناء.
مشاركة :