أسلاف السكان الأصليين في أميركا كانوا أول المستعمرين

  • 3/2/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عاش أسلاف السكان الأصليين في أميركا عشرة آلاف عام في المنطقة التي تعرف اليوم باسم مضيق بيرينغ بين الاسكا وروسيا، قبل أن تغمرها المياه، ثم انتقلوا إلى العمق الاميركي ليكونوا أول من استعمر هذه الاراضي الجديدة. واستندت هذه الخلاصة إلى دراسات وتحليل أحفوريات أظهرت أن تلك المنطقة القطبية كانت مزدهرة في الزراعات المناسبة للانسان، قبل أن تأتي المياه على أجزاء واسعة منها. ويلقي هذا الاكتشاف الجديد الضوء على سر «اختفاء» أثر تلك الشعوب على مدى عشرة آلاف عام، أي بين الوقت الذي كانت فيه في سيبيريا والوقت الذي وصلت فيه إلى القارة الاميركية، وفقاً للباحثين الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «ساينس» الاميركية الجمعة. ومن شأن هذه الدراسة أن تسد الفجوة في تاريخ هذه الشعوب التي كانت أول من استوطن «العالم الجديد»، قادمة من آسيا. وجرى ذلك بالتزامن مع التوسع الجليدي الأخير الذي عرفته الأرض والذي بلغ ذروته قبل 22 ألف عام، وفق الباحث في قسم الجغرافيا من جامعة هولواي الملكية في لندن سكوت الياس. وبيّنت تحليلات الحمض النووي المستخرج من العظام، أن السكان الاصليين في أميركا تعود أصولهم الى آسيا، وأنهم تشكلوا كمجموعة عرقية قبل 25 ألف عام في سيبيريا، لكنهم لم يصلوا الى أميركا إلا قبل 15 ألف عام. واستفادت تلك الشعوب من وجود جسر طبيعي بين القارتين تغمره الآن المياه، ويعرف باسم بحر تشوكشي، ومضيق بيرينغ الفاصل بين الاسكا وسيبيريا. ولم تكن تلك المنطقة قاحلة كسائر مناطق القطب، إنما كانت مكسوة بأشجار التوندرا والصفصاف وغيرها، فيما كانت جبال الجليد تغطي شمال غربي أميركا. وقال الياس: «نظن أن أسلاف السكان الاصليين في أميركا تمكنوا من الصمود في هذه المنطقة لأنها كانت الوحيدة في القطب الشمالي التي تنمو فيها الاشجار». وأضاف: «كانوا في حاجة إلى خشب الاشجار ليوقدوا النار في تلك المنطقة الباردة، وكانوا يشعلون النار مستعينين بأغصان الشجر، ثم يضعون فوقها عظام الحيوانات الضخمة التي يصطادونها، وهي تشتعل لساعات طويلة، الأمر الذي ساعد هذه الشعوب على الصمود في الشتاء القطبي القارس». ويمكن الحفريات في المناطق في بيرينغ التي لم تغمرها المياه بعد وفي الاراضي المنخفضة في غرب الاسكا وشرق سيبيريا، أن تكشف آثاراً لوجود هذه الجماعات البشرية. أميركا

مشاركة :