«صحتك في ضحكتك» / من نوادر الطفيلي أشعب - طب

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هناك مثل انكليزي مشهور يقول «Laughter is the best medicine»، أي «الضحك هو أفضل دواء». وتطبيقاً لمضمون هذا المثل، نقدم هذه الوجبة الأسبوعية من الطرائف والنكات التي نرجو أن تكون دواء شافياً لصحتكم البدنية والنفسية. راح الطفيلي أشعب يجول في الطرقات بحثًا عن وليمة، وأخيرا رأى حشدا من رجال يسيرون نحو دار الوالي، فأسرع وتسلل حتى اندس وسط الحشد قائلاً في نفسه: «ما اجتمع هؤلاء إلا لأنهم ذاهبون إلى وليمة عامرة». وبعد قليل اقتاد حراس الوالي الرجال إلى سفينة كبيرة راسية فقال أشعب في نفسه: «وليمة ونزهة في آن واحد معا؟! أنا محظوظ حتما». ركب أشعب السفينة مع الرجال وسرعان ما بدأ الحراس في تقييدهم بأغلال بمن فيهم أشعب الذي أدرك عندئذ أنه قد وقع في شر أعماله، فحاول أن يشرح للحراس الحقيقة فلم يسمحوا له بالتكلم. وبعد إبحار ليومين وجد أشعب نفسه في بغداد أمام الخليفة الذي بدأ يأمر بضرب أعناق الرجال بعد مناداة اسمائهم واحدًا تلو الآخر، فقد كانوا يثيرون الفتنة. بعد انتهاء تلاوة قائمة مثيري الفتنة وقطع رقابهم، لم يبق سوى أشعب فنظر اليه الخليفة وسأل: «من هذا»؟ فقال رئيس الحراس: «لا ندري، غير أننا وجدناه وسط المتهمين فجئنا به». فقال الخليفة لأشعب:«من أنت»؟، فارتعد أشعب وأجاب متلعثماً: «والله يا أمير المؤمنين لا صلة لي بهؤلاء الرجال، لكنني رجل طفيلي أسير وراء بطني، وقد رأيتهم متجهين إلى دار الوالي فاندسست بينهم ظناً مني أنهم ذاهبون إلى وليمة». فقال الخليفة: «بل تكذب لتنجو. ولهذا سأضرب عنقك». فقال أشعب: «أيها الخليفة أعزك الله، إذا كنت لا محالة قاتلي، فليضرب السياف بطني اللعين لأنه هو الذي قادني إلى هنا وليس عنقي». عند ذلك انفجر الخليفة ضاحكاً، وأيقن أن هذا ليس سوى طفيلي خفيف الظل وليس من مروجي الفتنة، فأمر السياف بإطلاق سراحه.

مشاركة :