دارت معارك شرسة بين القوات النظامية السورية والفصائل المسلحة، شمالي ووسط مدينة حلب، أمس، أوقعت 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، بعد أسبوع من بدء هجوم للجيش السوري لاستعادة السيطرة على المنطقة بالكامل، بدعم من روسيا، وسط أنباء عن تحقيق قوات النظام تقدماً ميدانياً في المنطقتين، في وقت جرى قصف محطة للمياه الأمر الذي يوجه ضربة قوية لحاجة السكان إلى هذا المرفق الحيوي. وبعد ثمانية أيام على إعلانه بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تمكن الجيش السوري، أمس، بدعم من الغارات الروسية من التقدم على محورين في شمال ووسط المدينة. وأفاد المرصد السوري بسيطرة قوات النظام على منطقة المشفى الكندي في شمال مدينة حلب الذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ نهاية عام 2013. وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم اكثر إلى أحياء المعارضة وتحديداً إلى الهلك والحيدرية من جهة الشمال. في وسط المدينة، دارت معارك عنيفة الجمعة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم بسيط، وفق المرصد. وقال مصدر عسكري ميداني إن الجيش تمكن من السيطرة على عدد من الأبنية في الحي، ويواصل تقدمه باتجاه محطة ضخ المياه المعروفة التي تحمل اسم الحي، وتغذي معظم أحياء المدينة. وقال مسؤول في المعارضة إن القوات الحكومية تقدمت في منطقة سليمان الحلبي بوسط حلب لكنها أجبرت على الانسحاب. وقال عبد الرحمن تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية. وقصفت محطة للمياه في منطقة سليمان الحلبي على جبهة القتال شمالي المدينة القديمة في حلب، ما وجه ضربة جديدة لشبكة المياه التي تضررت كثيراً خلال الهجوم. وألقى المرصد باللوم على القوات الحكومية، فيما قال مصدر عسكري سوري إن مقاتلي المعارضة نسفوا المحطة. وأشار زكريا ملاحفجي، وهو مسؤول في جماعة فاستقم، إلى أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على محطة المياه. وقال المرصد ومحطة تلفزيونية تابعة لحزب الله اللبناني إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة مستشفى الكندي المجاورة لمخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة عن المدينة. لكن مصادر بالمعارضة نفت سيطرة الحكومة على منطقة المستشفى، وقالت إن القتال ما زال مستمراً. وقال مسؤول كبير في المعارضة أيضاً إن القوات الحكومية تقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدفعية من فوق تل شرقي المدينة. وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق إن قصف مقاتلي المعارضة لمنطقة سليمان الحلبي، ومنطقة الميدان الخاضعة لسيطرة الحكومة أسفر عن مقتل 15 شخصاً. وذكرت جبهة فتح الشام أن ثمانية من مقاتليها قتلوا أثناء معارك في سليمان الحلبي. وذكر المرصد أن القوات الحكومية نفذت قصفاً عنيفاً، وأن معارك كر وفر شرسة دارت في حي سليمان الحلبي. وأفاد الإعلام السوري الرسمي، أمس، بمقتل 13 مدنياً، وإصابة أربعين آخرين بجروح جراء قذائف أطلقتها المجموعات المسلحة على أحياء سليمان الحلبي والميدان والفرقان والسليمانية. وعلى الرغم من اشتداد المعارك، قال مراسل فرانس برس إن الأحياء الشرقية شهدت ليلة هادئة نسبياً بالنسبة إلى القصف الجوي. بينما أفاد المرصد وسكان عن غارات على مناطق الاشتباكات شمالاً. (وكالات)
مشاركة :