معارك شرسة في حلب.. و«أطـــــــباء بلا حدود» تدعو موسكو ودمشق إلى وقف «حمام الدم»

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دارت معارك شرسة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، أمس، شمال ووسط مدينة حلب، حيث حققت قوات النظام تقدماً ميدانياً على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية التي تنفذ منذ عام ضربات في سورية، تسببت في مقتل أكثر من 9000 شخص. وفيما دعت منظمة «أطباء بلا حدود» دمشق وموسكو إلى وقف «حمام الدم» في حلب، قال الكرملين إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سورية. وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر عسكري سوري، إن القوات النظامية انتزعت السيطرة على أراض شمالي حلب ومبان في وسط المدينة. ونفت مصادر من المعارضة أي تقدم جديد للقوات الحكومية شمالي المدينة بعد سيطرتها على منطقة مخيم حندرات إلى الشمال من حلب الخميس. وقال مسؤول في المعارضة إن القوات الحكومية تقدمت في منطقة سليمان الحلبي بوسط حلب، لكنها أجبرت على الانسحاب. وبدأ الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً تدعمه روسيا قبل أسبوع، بهدف السيطرة على منطقة شرق حلب، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص. وقصفت محطة للمياه في منطقة سليمان الحلبي على جبهة القتال شمالي المدينة القديمة في حلب، ما وجه ضربة جديدة لشبكة المياه التي تضررت كثيراً خلال الهجوم. وألقى المرصد باللوم على القوات الحكومية، فيما قال مصدر عسكري سوري، إن مقاتلي المعارضة نسفوا المحطة. وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق، إن قصف مقاتلي المعارضة لمنطقة سليمان الحلبي ومنطقة الميدان الخاضعة لسيطرة الحكومة أسفر عن مقتل 15 شخصاً. وذكر المرصد أن القوات الحكومية نفذت قصفاً عنيفاً، وأن معارك «كرّ وفرّ» شرسة دارت في حي سليمان الحلبي. وقال المصدر العسكري السوري إن القوات الحكومية سيطرت على مبان عدة في المنطقة. وذكر المسؤول في المعارضة أن القوات الحكومية «تقدمت ثم تراجعت» وتكبدت «عدداً من القتلى». وأشار زكريا ملاحفجي، وهو مسؤول في جماعة «فاستقم» المعارضة في حلب، إلى أن مقاتلي المعارضة مازالوا يسيطرون على محطة المياه. وقال المرصد إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة مستشفى الكندي المجاورة لمخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، لكن مصادر في المعارضة نفت سيطرة الحكومة على منطقة مستشفى الكندي. وقال مسؤول كبير في المعارضة أيضاً، إن القوات الحكومية تقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدفعية من فوق تل شرقي المدينة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية». ودعت منظمة أطباء بلا حدود «الحكومة السورية وحلفاءها إلى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم»، محذرة من أن المدينة كلها «تحولت إلى هدف ضخم». ودعا مدير العمليات في المنظمة خيسكو فيلالونغا، في بيان الحكومة السورية إلى «وقف أعمال القصف المنظمة»، معتبراً أن «روسيا، بوصفها حليفاً سياسياً وعسكرياً لا غنى عنه لسورية، تقع على عاتقها مسؤولية ممارسة نفوذها لإنهاء ذلك». وحذرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» في بيان من أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب، حتى في المدارس تحت الأرض التي يفترض أن تحميهم، وذلك بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات»، معتبرة أن استخدامها «قد يشكل جريمة حرب». ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل 9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين في سورية، جراء الغارات التي تشنها روسيا منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام. وقال المرصد إن بين المدنيين الذين قتلوا جراء الغارات التي تنفذها روسيا منذ 30 سبتمبر 2015 على مناطق عدة في سورية، 906 أطفال. وأوضح مدير المرصد أن «الحصيلة هي نتيجة الغارات الروسية التي تمكنا من التأكد منها»، لافتاً إلى أن «العدد قد يكون أكبر، لوجود قتلى لم نتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفتهم». وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سورية. وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع صحافيين، قال بيسكوف إن النتيجة الرئيسة لضربات روسيا الجوية ضد المتشددين في سورية على مدى العام المنصرم، هي «عدم وجود (داعش) أو (القاعدة) في دمشق». وذكر أن المعلومات التي يقدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان عنالقتلى المدنيين في مدينة حلب، لا يمكن اعتبارها موثوقة.

مشاركة :