خلاف بين الجيش ومقاتلي العشائر في الأنبار

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم قائد في «أفواج العشائر» المناهضة لتنظيم «داعش» الجيش العراقي بتحييد مقاتلي العشائر عن المعارك الدائرة في صحراء الأنبار، متهماً ضباطاً كباراً بالوقوف وراء سقوط مدنهم بأيدي التنظيم. وتأتي اتهاماته في وقت تخشى قوات الأمن من اختراق متطرفين للتشكيلات العشائرية، ولهذا فإنها تعمل بحذر معهم. وتجرى في الأنبار منذ أيام عمليات عسكرية واسعة لتطهير رقعة جغرافية صحراوية تمتد من شمال الرمادي مروراً بهيت والبغدادي وصولاً إلى حديثة، وتُعرف هذه المنطقة باسم «الجزيرة»، وما زال «داعش» يمتلك جيوباً في هذه المنطقة الصعبة جغرافياً. وقال قائد قوات «البو نمر» العشائرية نعيم الكعود، في كلمة أمس، أن أبناء قبيلة البو نمر دفعوا ثمناً باهظاً خلال العامين الماضيين بسبب موقفهم المعارض للمتطرفين، و «بعد تحرير هيت وتشكيل قوة عشائرية من أبنائها لمسك الأرض تفاجأنا بقرار من قوات الجيش بعدم إشراكنا في المعارك الدائرة في الضواحي». واتهم الكعود ضباطاً كباراً في الجيش بتحمل مسؤولية سقوط مدنهم في الأنبار بأيدي «داعش» قبل عامين، ودعا الحكومة إلى استبعاد هؤلاء الضباط «بعدما أثبتوا فشلهم»، كما قال. وأشار إلى قادة في الجيش أبلغوا مقاتلي العشائر برفض إشراكهم في المعارك الدائرة حالياً في جزيرتي هيت والبغدادي. وتتعامل قوات الجيش في الأنبار بحذر مع التشكيلات العشائرية المقاتلة بعد تحرير مدن الرمادي وهيت وكبيسة والفلوجة والرطبة، وهي تمنحهم صلاحيات محدودة في الإمساك بالأرض بسبب نقص عدد الجنود الذين يتم نقلهم إلى جبهات قتال أخرى، خصوصاً في ضواحي الموصل، للمشاركة في العملية العسكرية المرتقبة. وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» لـ «الحياة» طالباً عدم نشر اسمه أن «قوات الجيش تساعد مقاتلي العشائر عبر تسليحهم وتدريبهم لغرض تأسيس قوة أمنية لتمسك زمام الأمور في المستقبل»، لافتاً إلى أن الجيش لن يبقى طويلاً داخل المدن. لكنه أشار إلى مخاوف حقيقية لدى الجيش من «اختراق التشكيلات العشائرية من قبل المتطرفين»، متحدثاً عن حوادث عدة سُجّلت خلال الشهور الثلاثة الماضية «تؤكد وجود عناصر ارهابية بين أفواج العشائر». ولفت إلى أن إحدى الهجمات التي نفذها «داعش» على هيت قبل أسابيع تمت عبر حي البكر شمال المدينة والذي كان الأمن فيه من صلاحية أحد أفواج العشائر و «تفاجأنا بانسحاب هذا الفوج دون إطلاق رصاصة واحدة ... وقررت قيادة الجيش إرسال قوة من مكافحة الإرهاب لطرد المتطرفين الذين سيطروا على المنطقة لساعات». ولا يعني كلام الضابط أن هناك تواطؤاً من الفوج العشائري مع عناصر «داعش»، لكنه يكشف أن في الجيش العراقي من يخشى حصول مثل هذا التواطؤ من قبل عناصر «مندسة». إلى ذلك، تجرى محادثات بين «التحالف الدولي» والحكومة العراقية من أجل تدريب وتنظيم أفواج العشائر المسلحة في الأنبار، بعد فشل هذا المشروع قبل عامين نتيجة تحفظات قوى وأحزاب شيعية على تشكيل قوة سنيّة في الأنبار. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن «التحالف الدولي» أنهى تدريب أكثر من عشرة ألوية تابعة للجيش خلال العامين الماضيين، حيث تم التدريب في معسكري التاجي (شمال بغداد) وبسماية (جنوب شرقي بغداد) وفي العاصمة العراقية، مضيفة أن هناك توجهاً الآن لتدريب مقاتلي العشائر في الأنبار. وأشارت المصادر إلى أن محادثات تجرى في شأن قيام قوات من «التحالف الدولي» غير أميركية بهذه المهمة وتشمل مستشارين وخبراء أستراليين وإسباناً. ويهدف ذلك إلى تدريب أفواج عشائرية لتكون قوة أمنية قوية قادرة على مسك المدن المحررة في الأنبار. إلى ذلك، أعلنت عمليات الأنبار في بيان أمس أن «عمليات تطهير منطقة البو ذياب، شمال الرمادي، مستمرة من قبل قطعات فرقة المشاة الآلية العاشرة»، مشيرة إلى «اعتقال الإرهابي بشير الصوفي حمد أحمد وقتل 13 آخرين» من عناصر «داعش». وأضاف البيان أن «القوات دمرت مفرزة قاذفات ومفرزة تحمل سلاحاً أحادية وعجلة معادية تحمل إرهابيين وفجّرت 15 عبوة ناسفة اثناء التقدم، فضلاً عن توجيه ضربات من طيران التحالف في منطقة البو ذياب والبو علي جاسم... (ما أدى إلى) قتل 12 إرهابياً وتدمير خندق وقتل قناص مختبئ في منارة جامع».

مشاركة :