مدينة الطرق المختصرة وإحدى أهم مدن سويسرا وأكبرها، تقع وسط سويسرا عند الطرف الشمالي الغربي لبحيرة زيورخ. يبلغ عدد سكانها 390ألف نtسمة ومساحتها 8,790هكتاراً ولغتها الرسمية الألمانية. تتمتع مدينة زيورخ العتيقة بمناظر سلسلة جبال الألب الخلابة وبحيرة زيورخ الساحرة، وتشتهر بشركات الخدمات المصرفية والتي تصنف الأفضل في العالم، وحصلت على لقب أفضل مدينة للعيش في العالم لثلاثة أعوام على التوالي. سل أي شخص عادي عن عاصمة أوروبا للحفلات، سيقول لك إن زيورخ ليست في أعلى القائمة، فماذا يوجد في زيورخ إذاً؟، طبق المذوبة اللذيذ المعد من الجبن؟، أم الشكولاتة، أم ساعات الوقواق، أعتقد أنها تكفي - فكر مرة أخرى. أكبر مدن سويسرا بالتأكيد ليست لها فتنة وجمال مدينة باريس أو متعة مدينة برلين المهيبة، أو صخب شوارع مدينة لندن غير المتصنع، فقد اكتسبت مدينة التماثيل العميقة والمخبأة شهرتها من مصرفيي سويسرا. هل تعلم على سبيل المثال، أن زيورخ تستضيف أكبر مهرجان لموسيقى التكنو ؟ وهل تعلم بأنها كانت موطناً لميلاد حركة دادا الفنية العجيبة والمضحكة؟ هل سمعت بأن بها حمامات عامة كثيرة مثل إسطنبول؟ وهل تدري أن بحيرة زيورخ واحدة من الوجهات السياحية البارزة في أوروبا لممارسة رياضة السباحة. وبعد أن أزلنا غمام الشك عن مخيلتك، فقد حان الأوان لكشف النقاب عن بعض الأساطير السويسرية. مهرجان الرقص المفتوح لو انضممت إلى ملايين المحتفلين المتجمهرين في شوارع المدينة من أجل إقامة المواكب في شهر أغسطس من كل عام، فسيكون لك رأياً آخر في زيورخ، حيث بادر مجموعة مكونة من 1000 من رواد الملاهي لإنشاء الموكب في عام 1992، فهذا الاحتفال الضخم بكل تفاصيله تحوّل إلى أكبر حفل موسيقي للرقص المفتوح على أنغام التكنو في أوروبا، حيث ينظر للحفل كمناسبة لنشر المحبة والسلام والحرية والكرم والتسامح، ولكنه أخذ منحىً آخر بمرور الزمن وتحوّل إلى حفل أصخب مما هو مطلوب. بحيرة زيورخ الباردة لا يوافق أهالي زيورخ على هذا، ففي خلال فترة الصيف القصيرة في سويسرا يتبادل سكان زيورخ ملابسهم بملابس السباحة لأجل الغوص في مياه بحيرة زيورخ الباردة وفي مياه نهر ليمات، حيث توجد هناك أكثر من 25 حمام سباحة عامة عند شاطئ البحيرة وضفتي النهر - فقم بالتجوال من أماكن التجمعات الصاخبة وشوارعها مثل فلسباد اوبرر لتن التي يتخذها الشباب مكاناً للاسترخاء، إلى فرونيبادي الأنيقة التي يسبح النساء فقط في بركتها التي أنشئت في عام 1888، أما لو كنت مولعاً بالسباحة أكثر فتوجه إلى إستراندباد وابحث عن منطقة بها لافتة مكتوبة عليها (إف كيه كيه) وتعني (ثقافة السباحة الخاصة). جرعة فنون حسناً، ليس هناك متحف على مستوى متحف اللوفر أو متحف الفاتيكان، ولكن المدينة لا تزال تعج بأشياء كثيرة يمكن رؤيتها، فلو أحببت أن تأخذ جرعة فنون، فإن متحف كونستهاوس للفنون المملوء بأعمال فنية للفنانين من أمثال رودين، وتورنر، ومونت ومانت وفان جوخ وبيكاسو وادفارد ميونخ وموندريان وماتيسي، فضلاً عن أعمال الموهوبين المحليين المعاصرة، للمزيد من البيانات الفنية السويسرية الحديثة قم بزيارة متحف ميجروس القابع في المصنع القديم لوننيبرو، حيث تعكس معارضه مفهوم المساحة والمجتمع، أو تواضع وابدِ إعجابك بأعمال الفنان اغوستو جياكوموتي الذي برع في طلاء زجاج نوافذ كنيسة فرامونستر، وغروس مونستر. ليالي زيورخ قم بالتجوال ليلاً في النواحي الغربية لزيورخ، وعندئذ سوف تعرف أنك كنت مخطئاً، يتميز هذا الحي الصناعي القديم بالعديد من الأندية وأماكن المرح المخبأة داخل المصانع وأحواض السفن القديمة، ولئن أردت تخلية فإنه شبيه لمحلة تعليب اللحوم في نيويورك، يقولون إن كل شخص مولع بأكل المذوبة في زيورخ، وعلى الرغم أنها لا تظهر في كثير من قوائم الطعام، مثلها مثل الكثير من محال البطاطا المقلية في لندن ولكن لا أحد يتحدث عنها بسوء، فمع الأموال الطائلة التي يجنيها المصرفيون تزداد متع الحياة في زيورخ، وكذلك الأثرياء من السياح بإمكانهم الاستمتاع بنفس قدر المصرفيين.
مشاركة :