«روزيتا» يهبط على «تشوري» وينهي مهمة استكشاف المجموعة الشمسية

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية انتهاء مهمة المسبار الفضائي روزيتا بهبوط تاريخي على مذنب يبعد 720 مليون كم عن الأرض، بحسب مركز التحكم في مهمة المسبار. واصطدم روزيتا بالمذنب (67 بي- تشوريوموف) بعد أكثر من 12 عاماً من إطلاقه في الفضاء، في محاولة أخيرة لالتقاط صور أقرب من أي وقت مضي للكتلة المكونة من الثلج والصخور على شكل بطة مطاطية. وساد الصمت بين أفراد فريق التحكم في مهمة روزيتا بمركز عمليات الفضاء الأوروبي بمدينة دارمشتات الألمانية، قبل هبوط المسبار بقليل، ثم صفقوا وهم سعداء بعد تأكيد انتهاء المهمة. ووجه فريق مهمة روزيتا بوكالة الفضاء الأوروبية الشكر للمولعين بالفضاء لمتابعتهم المسبار قبل تحطيمه المتعمد عند هبوطه على مذنب، عبر الصفحة الرسمية للفريق على موقع تويتر، قال فيها: شكراً للأرض للسماح لنا بمشاركة هذه المغامرة العظيمة معكم. وكان مسبار روزيتا باشر مساء أمس الأول، نزوله البطيء باتجاه المذنب (67 بي- تشوريوموف) المعروف اختصاراً بتشوري ليتحطم عليه ظهر أمس. وشكل هبوط روزيتا على المذنب الحلقة الأخيرة من مغامرة فضائية فريدة من نوعها، جاب خلالها الفضاء على مدى 12 عاماً قاطعاً 7,9 مليار كم. ويعود عمر مهمة روزيتا إلى العام 1993، حين أقرتها وكالة الفضاء الأوروبية، بهدف التعمق في كيفية تشكل المجموعة الشمسية قبل 4 مليارات و500 مليون سنة، وأطلق عليها هذا الاسم الذي يعني رشيد المدينة المصرية في أقصى شمال الدلتا، تيمناً بالحجر الذي اكتشف فيها وكان له الفضل في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة. وبلغت تكاليف هذه المهمة الفريدة من نوعها في تاريخ غزو الفضاء ملياراً و400 مليون يورو، وأتاحت بالفعل جمع عناصر علمية غنية جداً سيعكف العلماء على دراستها سنوات طوالاً. وكان من أبرز مراحل المهمة انفصال الروبوت فيلاي (الذي سمي تيمناً بمعبد فيله في الأقصر) وهبوطه على سطح المذنب الذي لا يزيد حجمه على حجم جبل أرضي صغير، لكن مشكلات تقنية جعلته يدخل في مراحل من السبات، امتدت آخر واحدة منها من يوليو/تموز 2015. الحضارة المصرية تهيمن على مهمة روزيتا يحمل المسبار الذي استكشف المذنب تشوري اسم روزيتا أي (حجر رشيد)، والروبوت الذي أنزله على سطحه اسم فيلاي تيمناً بجزيرة فيلة في النيل، إضافة إلى أسماء أخرى تشير إلى ملامح من الحضارة المصرية القديمة. وأطلق اسم فيلاي على الروبوت استجابة لاقتراح من فتى إيطالي أسهم في مسابقة نظمتها وكالة الفضاء الأوروبية قبل إطلاق المهمة عام 2004. وهناك أجيليكا، وهو اسم جزيرة في النيل نقلت إليها المعابد التي كانت قائمة في جزيرة فيلة التي أغرقها ارتفاع منسوب مياه النيل، بسبب بناء السد العالي، واختار العلماء هذا الاسم لإطلاقه على الموقع الذي كان من المقرر أن يهبط فيه الروبوت على سطح المذنب في 2014، إلا أنه ارتطم بالسطح مراراً، بسبب ضعف جاذبية المذنب، واستقر في مكان آخر أطلق عليه أبيدوس وهو اسم مدينة مقدسة في مصر القديمة. وأنهت المركبة روزيتا فصول رحلتها بالهبوط على سطح المذنب في موقع يثير اهتمام العلماء، لكونه أشبه ببئر قطره 30 متراً، وعمقه 50 متراً، وأطلق على هذا الموقع اسم دير المدينة، وهو (اسم مدينة فرعونية قديمة)، كانت معقلاً للفنانين المصريين. روزيتا في أرقام * 7.9 مليار كيلومتر: المسافة الإجمالية التي قطعها المسبار في الفضاء منذ انطلاقه من الأرض محمولاً بصاروخ أريان 5 من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية. * 12 عاماً و6 أشهر و28 يوماً: الوقت الفاصل بين إطلاق المسبار في مارس/آذار 2004 حتى تحطمه. وكان مقرراً في البدء أن تنتهي المهمة في ديسمبر/كانون الأول 2015، إلا أن المسؤولين عنها قرروا تمديدها. * 786 يوماً: الوقت الذي أمضاه روزيتا وهو يواكب المذنب عن كثب، فيما يقترب إلى أدنى مسافة له من الشمس في مداره حولها التي بلغها في الثالث عشر من أغسطس/آب 2015، وفيما هو يعود للابتعاد عنها. * 720 مليون كيلومتر: هي المسافة الفاصلة بين المذنب والأرض حين تلقى روزيتا الأوامر بالهبوط على سطحه. * 19 كيلومتراً: ارتفاع المسبار عن سطح المذنب حين بدأ يتجه للهبوط عليه. * 14 ساعة: الوقت الذي استغرقته رحلة الهبوط الأخيرة. * 40 دقيقة: الوقت اللازم لتصل الإشارات اللاسلكية من روزيتا إلى مركز التحكم الأرضي، بسبب المسافة الكبيرة. * 100 كيلوغرام: وزن الروبوت فيلاي الذي انفصل عن المركبة في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وهبط على سطح المذنب. * 1,4 مليار يورو: التكلفة الإجمالية للمهمة. * 500 عدد العلماء والمهندسين المشاركين في هذا المشروع. تسلسل زمني * نوفمبر/تشرين الثاني 1993: الضوء الأخضر أقرت وكالة الفضاء الأوروبية إطلاق مهمة روزيتا للتعمق في فهم كيفية تشكل المجموعة الشمسية قبل 4 مليارات و500 مليون سنة من خلال دراسة المذنب تشوري، إذ إن هذه المذنبات تعود إلى بدايات تشكل المجموعة الشمسية. * مارس/ آذار 2004: الإنطلاق بعد أكثر من 10 سنوات، وفي مارس 2004، انطلقت روزيتا محمولة بصاروخ قاذف أريان 5 من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية، متجهة إلى المذنب تشوري، وحاملة الروبوت فيلاي لجعله يهبط على سطح المذنب. * 2005 - 2009: ألعاب بهلوانية في الفضاء - ولجعل المركبة تطير بسرعات فائقة، جعلها المهندسون تدور في مدار الأرض، ومن ثم في مدار المريخ، لاكتساب قوة دفع كبيرة تزيد من سرعتها في الفضاء. * 2010: في حزام الكويكبات حلّقت روزيتا قرب الكويكب شتاينس في عام 2008، ثم حلقت في أجواء الكويكب ليتيسيا في عام 2010، وهناك التقطت 400 صورة لهذا الجرم البالغ قطره 100 كم، والواقع في حزام الكويكببات بين مداري المريخ وزحل. * 2011 إلى 2014: سبات طويل لمّا كان الإشعاع الشمسي غير كاف لشحن البطاريات، اضطر العلماء إلى إدخالها في حالة سبات من يونيو 2011، وكانت آنذاك على بعد 800 مليون كم عن الشمس، ونحو مليار كم من الأرض. وأتاح لها هذا السبات الممتد على 957 يوماً أن تقتصد في الطاقة. * 2014: العودة إلى العمل في يناير/ كانون الثاني 2014، استيقظت المركبة واتجهت إلى المذنب تشوري، وبدأت أجهزتها ال 11 دراسة سطحه وتحليله. وفي 6 أغسطس/آب، دخلت المركبة في مدار المذنب تشوري، لتلاحقه عن كثب وهو يقترب من الشمس. * نوفمبر/تشرين الثاني 2014: الروبوت إلى المذنب - بعد 10 سنوات من السفر في الفضاء، انفصل الروبوت فيلاي من المركبة، وهبط على سطح المذنب في عملية بالغة التعقيد هي الأولى من نوعها في تاريخ غزو الفضاء، لكن خللاً في الأجهزة المسؤولة عن جعل الروبوت يلتصق بسطح المذنب ذي الجاذبية الضعيفة جعلته يرتطم مراراً، ويستقر أخيراً في موقع لا تصله أشعة الشمس، فدخل في سبات طويل. * يونيو/حزيران 2015: تمديد المهمة قررت وكالة الفضاء الأوروبية في يونيو/ حزيران 2015 تمديد عمل مهمة روزيتا إلى آخر سبتمبر الماضي. بعد 7 شهور، ومع اقتراب المذنب من الشمس وسطوع أشعتها أكثر على سطحه استيقظ الروبوت فيلاي وتواصل لمدد قصيرة متقطعة، وأرسل بعض البيانات، قبل أن يدخل في سباته النهائي في 9 يوليو/ تموز. * أغسطس/آب 2015: ذروة المهمة خلال ذلك الشهر كان المذنب في أدنى مسافة له من الشمس، على بعد 186 مليون كم منها، وتمكنت المركبة من رصد انبعاثات الغاز والغبار منه الناجمة عن ارتفاع حرارة سطحه.

مشاركة :