انقلب ما سمي بالتفاهم الروسي - الأمريكي حول سورية الذي نتجت عنه الهدنة المنهارة إلى سجال، ففي الوقت الذي اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس (الجمعة) واشنطن «بحماية» جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) واعتبارها كخطة بديلة في إطار جهودها لإسقاط نظام بشار الأسد، قالت الخارجية الأمريكية إن مثل هذه الاتهامات سخيفة. وقال لافروف في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «لدينا أسباب متزايدة للاعتقاد أنه منذ البداية كانت خطة الولايات المتحدة حماية جبهة النصرة». وذهبت روسيا إلى الاستفزاز أكثر من ذلك، بقولها: «على الولايات المتحدة أن تقدم أدلة على المجازر في حلب»، بينما يشير الواقع الدموي في حلب إلى حالة أبعد من المجازر، خصوصا بعد ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن ما يجري في حلب أسوء من المسلخ. من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن توجه أمريكا لتسليح المعارضة فكرة ليست بناءة، فيما تواصل روسيا تسليح النظام والتغطية جوا في حلب وإدلب وريف اللاذقية. في غضون ذلك، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الميليشيات الإيرانية والعراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني يحشدون في محيط مدينة حلب نحو خمسة آلاف مقاتل. وأضافت الصحيفة أن هذه الميليشيات أعادت تمركزها بعد وصول قائد ميليشيا حركة النجباء أكرم الكعبي إلى حلب للتحضير لاقتحام المدينة. من جهة أخرى، توالت دعوات المنظمات غير الحكومية لوضع حد لمعاناة مدينة حلب، إذ تحاصر قوات الأسد أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي الذي أوقع مئات القتلى والجرحى. ودعت الجمعة منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف «حمام الدم» في حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذي تشيلدرن» أن الأطفال لم يعودوا بأمان حتى تحت الأرض بسبب استخدام قنابل خارقة للتحصينات.
مشاركة :