لا تستغرب إذا ما سمعتنا نقرأ القرآن في كنائسنا، ولا تتعجب إذا ما علت أصوات مآذننا تعبّر بالحب، والانسانية، والتلاحم. فإذا ما سمعت هذا فأنت في أردن الوعي، أردن الإنسانية، أردن الثقافة، والعلم، والصلاة، فلتخشع ولتفترش أرضك الأردنية سجادة صلاة، فتتطهر بترابها وتغتسل بنداوة قلوب ناسها. أنت في أردن الوعي، فلا تعجب من الحب الذي يجمعنا والوحدة حينما تشتد أواصرها... يا ناهض انهض لترى وتسمع عرسّك الأردني الأصيل عندما تزفّك موسيقا الوطن، وتعلو بك الأهازيج وتصدح لك الزغاريد؛ لعله حلمك الذي طوقَته الحروف ينهض الآن، ليشتّد ونسطره على صفحات التاريخ مجداً أردنياً، نجدد فيه العهد فتنهض خسارتنا بفقدنا لك، إلى صحوتنا. نودعك اليوم رافعين رؤوسنا، فقد علمّت العالم قيمة الثبات، فثبتت على مبادئك حتى آخر قطرة دمٍ فيك... ها هي ملائكة السماء تفتح ذراعيها لتحتضن روحك، وها هي أرض الأردن تزرعك بين ثناياها زيتونةً مباركة ينبت على أغصانها ثمار ما حملتنا به من رسالة لأردن لا يعرف إلا الفكر، والوعي، والشجاعة. لسنا ردة فعلٍ لعابر اطلق رصاصه فجمَّعنا، فنحن أهل الوعي والأخوة والمحبة ولن نكون ردة فعل بل نحن الفعل، وما علينا إلا أن نفي الدين ونقرأ حروفك التي أودعتها أمانتنا، لنبني دستور فعلنا... فعلى خطاك نزحف ملايناً لنعلم العالم معنى الوفاء، معنى أن تعيش شجاعاً وترحل شجاعاً لتموت شهيد الكلمة والمبدأ ... فها نحن نربط جأشنا بكلمتك، نتسلح بالحب أسرة أردنية واحدة، نقف بشجاعة لا نهاب فيها الجبناء قطّاع الطرق. فلتنم قرير العين يا ناهض فقد صحونا لننهض بكلمتك سيفاً نرسم به معالمَ الطريق.