سعيد سف الدقيق

  • 3/2/2014
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

كثير من القضايا يمكن لك أن تلوكها مرارا وتكرارا من غير أن يتم هضمها، ولا تعرف تحديدا الأسباب التي تقف حائلا أمام المسؤول من إيجاد حل جذري لمشكلة يعاني منها مجاميع من المواطنين. وتجاهل أي مسؤول لأي مشكلة هو تجاهل لكل القرارات التي صدرت تحض على الاهتمام بالمواطن وجعله من أولويات اهتمام المسؤول.. وأذكر أن قرارا ملزما أكد على أهمية تفريغ وقت معين لمقابلة المواطنين، وتلقي شكاواهم والمبادرة لحلها، ومع ذلك لايزال المواطن يشتكي والمسؤول يحتجب. ومنذ فترة ليست بالقصيرة وسكان حي الحرازات في مدينة جدة يستغيثون طلبا لإدخال التيار الكهربائي لمنازلهم، وقد قابلوا الجن والإنس من غير أن يستمع أحد لشكواهم. وإذا كان حي الحرازات مصنفا من الأحياء العشوائية إلا أنه تحول إلى حي يقطنه عشرات الآلاف من المواطنين، وقد تم إمداد الحي بكثير من الخدمات الحكومية التي انساقت خلف حكم الواقع، وهو واقع أسهم في تثبيته مخالفات عديدة ارتكبتها جهات حكومية مختلفة تبدأ من البلدية التي تغافلت عن بيع أراضي؛ ذلك الحي من قبل تجار العقار وسماسرته الذين تعهدوا للمواطنين بسلامة البيع، وبعد ذلك تغاضت عن البناء حتى إذا اكتمل ودخلته كثير من الخدمات أولها التيار الكهربائي استيقظت البلدية مشمرة عن ساعد الهد والهدم، علما أن قضية حي الحرازات وصل إلى مراحل متقدمة من النظر في أحوال ساكنيه بتمليكهم أراضيهم من خلال استصدار صكوك، وقد نهضت الأمانة بالنظر إلى مخطط الحي والموافقة عليه وتصويره جويا ووعد الساكنين بقرب استصدار الصكوك وبدلا من أن تنهي مشكلة هؤلاء المواطنين عادت مرة أخرى لأسلوب الهد، ودفع شركة الكهرباء للامتناع عن إيصال التيار الكهرائي لبعض البيوت التي اكتظت بساكنيها، وهو القرار الذي آذى كثيرا من المواطنين، وبرغم من استغاثاتهم لايزال وضعهم على ماهو عليه من ترديد الشكوى، وإغفال المسؤول لتلك الشكوى بينما كان من الواجب أن تتحمل الأمانة صمتها الأول حين ارتضت بتقسيم الأراضي، وبيعها والبناء عليها وتمدد الحي. فالصمت الذي حدث خلق مشكلة هذه المشكلة تم وعد أصحابها بالانتهاء منها، ومنحهم تطمينات بأن مشاكلهم جميعها سوف تحل إلا أن (سعيد سف الدقيق) وبقيت المشكلة تتضخم وتزداد تعقيدا حتى بلغت مرحلة تهدد بانفلات الزمام. و حي الحرازات لم يعد بالإمكان معالجة مشاكله بالهدم أو قطع التيار الكهربائي، بل حلها يقتضي النظر إلى الواقع الذي وجد الناس أنفسهم عليه، وترتيب الأمر بإيجاد حلول تقضي على المشكلة تماما .

مشاركة :