محمد بن زايد: نستلهم من تاريخنا العزم والإرادة لمواصلة البناء

  • 10/2/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عصر أمس، بزيارة تفقدية إلى واحة الهيلي ومواقعها الأثرية في مدينة العين. رافق سموّه خلال الجولة سموّ الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. وشملت جولة سموّه برج هيلي برج بن رايح، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، حيث أعادت دائرة الآثار والسياحة بناءه في ثمانينات القرن الماضي، على أنقاض البرج القديم. وكان البرج قد بني على مرتفع ليكون برجاً لحراسة واحة الهيلي والمراقبة، وأعيد بناؤه على الطريقة التقليدية، باستعمال اللبن والطين، فيما دعمت أساساته بالحجارة. كما تضمنت جولة سموّه مزارع واحة الهيلي، التي تقع شمالي مدينة العين وممراتها الداخلية ومسارات أفلاجها، حيث نشأت واحة الهيلي كواحات العين الأخرى على مياه الأفلاج، إذ يغذيها فلج الهيلي الذي يجلب المياه الجوفية من شمالي مدينة العين بطول 10 كيلومترات. وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، اعتزازه وشعب الإمارات، بما خلفه الآباء والأجداد من تاريخ حافل وموروث وطني زاخر بالسير والأحداث والمواقف المجيدة، التي تروي قصة الإنسان على هذه الأرض، وإبداعاته وإسهاماته وتطلعاته نحو وطن عزيز منيع، لتكون زاداً تستلهم منه أجيالنا الحاضرة والمستقبلية العزم والإرادة والتصميم والطموح، لتواصل بناء الوطن وتعزيز مكانته بين الأمم والشعوب. وتتكون واحة الهيلي من مبان تاريخية عدة، تتنوع ما بين القلاع والأبراج والبيوت والمساجد الطينية، ويحدّها من الشمال برجا سيبة هيلي، حيث بني أحدهما وهو المربع الشكل بأمر من، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، في أربعينات القرن الماضي، والبرج الآخر المعاد بناؤه في الثمانينات يعود إلى القرن التاسع عشر، ويقع إلى جانب خط الفلج، الذي ينبع من الشمال على بعد 10 كيلو مترات تقريباً، ويوجد أيضاً بقايا برج آخر على مسار الفلج شمالي الواحة، الذي يعتقد أنه من القرن الثامن عشر، كما يوجد شمالي الواحة مسجد وقلعة بن رحمة، ويعتقد أنه بني في القرن التاسع عشر، ويتوسط الواحة بيت بن هادي، الذي جرت به بعض التنقيبات الأثرية المصاحبة لعمليات الترميم، وعثر على بعض اللقى الأثرية، التي تعود إلى نهاية القرن السابع عشر، بداية القرن الثامن عشر، فضلاً عن أبراج أخرى تضمّها الواحة. وكان سموّه، استمع من سيف سعيد غباش، المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومسؤولين في الهيئة، من خلال المعرض التعريفي الذي نظم في برج هيلي، إلى شرح عن المواقع الأثرية والثقافية في مدينة العين، والمسجلة على قائمة التراث العالمي اليونيسكو، استناداً إلى أهميتها العالمية من الناحيتين التاريخية والأثرية. وتعدّ هذه المواقع هي الوحيدة على مستوى دولة الإمارات المسجلة على قائمة التراث العالمي، وتعد شاهداً فريداً على الاستيطان البشري المستمر في ظروف مناخية وجغرافية صعبة. كما يعدّ فلج الهيلي أقدم فلج أثري مكتشف على مستوى العالم، حيث تشير الدراسات إلى أن عمر الفلج يعود إلى فترة العصر الحديدي. وشملت المواقع المسجلة مجمع حفيت ومجمع هيلي ومجمع بدع بنت سعّود ومجمع الواحات، حيث أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، بناء على معايير عدة، أهمها: معيار يعتمد على تفرد المواقع الأثرية كونها شاهداً على ثقافات وتقاليد استثنائية، مثل نظام الري بالفلج، ومعيار يهتم بأنماط البناء المعماري المتميز وتقنيات البناء المهمة في تاريخ البشرية، ويتضح ذلك بشكل جلي في هندسة عمارة المدافن الموجودة في حفيت وهيلي وبدع بنت سعود، ومعيار يختص بالمستوطنات البشرية التقليدية كما هي الحال في مستوطنات الفترة البرونزية والحديدية. ويتضمن مجمع حفيت متنزّه مزيد الصحراوي، ومدافن شمال جبل حفيت ومدافن متنزه الحياة البرية بمدينة العين ومدافن الضلع الغربي لجبل حفيت وسلسلة النقفة، فيما يتضمن مجمع الهيلي حديقة آثار هيلي وهيلي 2 ومدفن هيلي الشمالي 1 ومدفن هيلي الشمالي 2 وموقع الرميلة، ويتضمن مجمع بدع بنت سعود الأثري الواقع إلى الشمال من منطقة هيلي مجموعة من المدافن، فضلاً عن فلج ومستوطنة من العصر الحديدي، أما مجمع الواحات، فيضم واحات العين وهيلي والجيمي والقطارة والمعترض والمويجعي. وأمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بتطوير واحات العين وما جاورها من حصون وقلاع، بوصفها إحدى أبرز المعالم التاريخية والتراثية في المنطقة وتهيئتها لتصبح وجهة سياحية جاذبة للزوار. ووجه سموّه، ديوان ولي عهد أبوظبي، بالإشراف والتنسيق مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والجهات المعنية، بالعمل على وضع الخطط والآليات المناسبة، لتطوير وتجهيز الواحات بكل المتطلبات والخدمات اللازمة لجعلها مقصداً مفضلاً للزوار والسياح. وشمل التوجيه مراعاة خصوصية الواحات بما يحافظ على عراقتها التاريخية وأصالتها ومميزاتها القيّمة، كأحد المعالم البارزة في تاريخ ووجدان أبناء الإمارات وشاهد على مرحلة تاريخية مهمة في حياة الآباء والأجداد شكلت فيها الواحات شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، إلى جانب تحسين مستوى الخدمات وإنشاء المرافق المتنوعة في أماكن القلاع والحصون والمواقع الأثرية المنتشرة في العين، بما تحمله من ملامح الأصالة والهوية الوطنية بأبعادها المعمارية والجمالية والتراثية الأصيلة بالشكل الذي يحقق حفظ وصون، وحماية التراث الثقافي لإمارة أبوظبي ويعزز الفخر الوطني والوعي الثقافي بين أبناء الوطن. وتضمن التوجيه استثمار إمكانات هذه المواقع الأثرية والتاريخية وما تتمتع به من مقومات سياحية متعددة بما يسهم في تعزيز وتنمية القطاع السياحي ورفد المكانة الاقتصادية لإمارة أبوظبي تماشياً مع الرؤية المستقبلية 2030. (وام)

مشاركة :