شيخ الأزهر يحذر من خطورة إشعال الحروب بين الشعوب

  • 10/2/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: الخليج،وام أكد الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الإرهاب الذي تتعرض له بلدان عالمية عدة بكل أسمائه وألقابه ولافتاته لا يعرف الإسلام ولا يعرفه الإسلام، وأن البحث عن أصول هذا الإرهاب في القرآن وشريعته تضليل للناس، وانحراف عن منهج الاستدلال المنطقي الصحيح. وقال الطيب: أولى بهؤلاء المضلِّلين، الذين ينشرون هذا الإفك أن يبحثوا عن أسباب الإرهاب في السياسات المتسلطة التي تكيل بألف مكيال ومكيال، وفي الأطماع الدولية والإقليمية، وفي مصانع السلاح وأسواق التسليح وقبل كل شيء نسيان الله تعالى، والتنكر له، والسخرية من أنبيائه وكتبه ورسله. وأكد الطيب- في كلمة له خلال لقاء دعا إليه مجلس الكنائس العالمي بمعهد المسكوني بسويسرا- أهمية هذا اللقاء كونه يضم نخبة مختارة من قادة الأديان السماوية الكبرى وعلمائها، ليلتقوا في قلب أوروبا، وفي جنيف، ليحملوا مسؤولياتهم أمام ضمائرهم وأمام الله تعالى، في الإسهام في بعث الأمل في قلوب الملايين من الخائفين والمذعورين والمشرَّدين، وإعادة البسمة إلى البؤساء واليتامى والأرامل، مِمَّن شاءت لهم أقدارهم أن يدفعوا ثمن حروب فُرِضَت عليهم فرضاً وليس لهم فيها ناقة ولا جمل. وشدد الطيب على أن العالَم لم يكن في عصر ما من العصور بحاجة إلى مثل هذه اللقاءات لتخفيف عذاباته وويلاته مثل ما هو عليه اليوم.وحذر من خطورة ما تشير إليه الإحصاءات الدولية التي تكشف عن الإنفاق المرعب لإنتاج السلاح والتكسب ببيعه، وإشعال الحروب بين الشعوب الجائعة، لضخ الأموال في اقتصادات أنظمة عالمية كبرى، لا تشعر بوخز الضمير، وهي تقتات على دماء القتلى وأشلائهم، وعلى صراخ الأطفال وعويل النساء. كما حذر من خطورة السياسات الجائرة، التي تعبث بمصائر الفقراء والبؤساء، وتعمل على تفكيك مجتمعاتها، وتصادر إرادة شعوبها واختياراتها، وتراهن على حاضرها ومستقبلها، بفلسفات ونظريات مُعلَنة ومكشوفة، من أمثال صراع الحضارات ونهاية التاريخ والفوضى الخلَّاقة. وأوضح الطيب أنها نظريات سوفسطائية حديثة، تذكِّرنا بالنظريات التي كانت تسعى بين يدي الاستعمار في القرن الماضي، لتزَيِّن للمُستَعْمِرينَ والمُستَعمَرِينَ أيضاً أن هذه الهيمنة لم تكن سطوًا على مقدرات الشعوب، وإنما كانت رسالة حضارة وتمدُّن ورقيّ، جاء بها الرجل الأبيض الآري لإنقاذ أخيه السامي من الجهل والفقر والمرض. وقال: كُنَّا نظن أن قادَة العالَم وحُمَاة الحُريَّة والسلام العالمي وحقوق الإنسان لن يسمحوا بمصادرة حقوق الشعوب في أن تعيش في أمان وسلام، وما كان للناس أن يخطر هذا على بالهم بعد أن اجتمعت أُمَم العالَم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأسَّسَت منظمة الأمم المتحدة، وأذاعت على أسماع الدنيا في الشرق والغرب ما يُعرف بإعلان حقوق الإنسان، وزعمت لنا أن هذا الإعلان، أو الميثاق، إنَّما وُضِعَ من أجل إنقاذ الإنسانية وحماية حقوق الشعوب، في الأمن وفي التقدم والرفاهية.وأضاف الطيب: ولم يدر بخلد جيلي الذي أنتمي إليه أن هذا الميثاق العالمي الذي تعهَّد بحماية المُستضعَفِينَ وردع المتسلِّطين، يصبح حبراً على ورق حين يتعلق الأمر بالشعوب النامية في قارة إفريقيا، والعالمين: العربي والإسلامي، وأن هذه التعهدات التي صيغت في عبارات وردية الشكل، وتعلقت بها أنظار الأمم المغلوبة قرابة سبعين عامًا لا تزال تعجز عن القيام بواجبها في الوقوف في وجه السياسات الجائرة الظالمة. من جانبه ،طالب محمود حمدي زقزوق، عضو مجلس حكماء المسلمين، قادة الأديان خاصة الإسلام والمسيحية بنشر ثقافة السلام بين الأمم والشعوب، باعتباره أمراً ضرورياً في ظل الظروف والمتغيرات التي يشهدها عالمنا المعاصر. وقال زقزوق ، إن نشر ثقافة السلام يتوقف على وجود حوار قائم على أساس الثقة والاحترام المتبادل ولكي ينجح هذا الحوار لا بد من توافر المناخ المناسب له، ومراجعة كل طرف لتصوراته عن دين وعقيدة الطرف الآخر. وأكد محمد قريش شهاب، عضو المجلس، أن جميع الأديان تدعو أتباعها إلى السلام وتنكر العنف والتطرف والإرهاب لأن السلام هو أمل الجميع، وحذر من أن فقدان الفرد القدرة على احترام معتقدات أو أفكار أي فرد أو جماعة تتسم بالسلم، أو مجرد تجاهلها يعد مؤشراً على التعصب والانغلاق.وكان المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق عضو المجلس، أكد أن الإسلام دين يدعو إلى السلام وفق منهج ومبادئ واضحة لأن نصوص القرآن الكريم، تؤكد ضرورة التواصل السلمي مع المسلمين وغير المسلمين، وأوضح أن الغلو والتطرف وما نشاهده من معاداة غير المسلمين لا يمثل الإسلام في شيء لأن هناك كثيراً من الشواهد التي تؤكد إنسانية الإسلام وحسن معاملته مع أهل الكتاب وتوعية المسلمين، بأن سلوك المتطرفين لا يعبر عن الإسلام ويخالف الوجه الحضاري للإسلام، وتعايشه مع غير المسلمين عبر امتداد الحضارة الإسلامية.

مشاركة :