الوطنية والحوار في فكر الشيخ صالح الحصين

  • 10/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

برز مفهوم الوطنية الحقّة البعيدة عن الغرور والكبرياء وكذلك آداب الحوار في المحاضرة التي قدمها د.يحيى اليحيى بمجلس حمد الجاسر الثقافي الخميس الماضي والتي بدأها بتقديم نبذة تعريفية عن حياة الشيخ صالح الحصين الأمين العام السابق لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني -رحمه الله- التي وصفها بأنها مثالٌ للحقيقة في حياته، وعن شخصَّيته الواحدة في البيت والعمل والمسجد، وكذلك تواضُعه وحسن تعامله في الحياة العامة، وتعريفه للوهم والحقيقة، ومن ذلك أنه كان يرى المناصب والمظاهر الدنيوية شيئاً من ذلك الوهم فيزهد فيها. ونقل المحاضر عددًا من أفكار واطروحات الراحل الشيخ الحصيِّن ومقولاته ومنها أنه كان يقول: ليس من الوطنية الصحيحة ولا من المصلحة الوطنية تغذية الكبرياء والغرور لدى المواطنين، وإشعارهم بتميزهم على الآخرين، وإن تغذية هذه النزعة من أسباب البطالة. وتحدث الـمحاضر عن أخلاق الشيخ وأبرز صفاته، ومنها الزهد في المناصب والمظاهر، مستعرضاً عدداً من المواقف في ذلك، مثل استقالتُه من الوزارة، وركوبه سيارة الأجرة تاركًا السيارة المخصَّصة له، والبساطة في مسكنه وأسفاره، وبُعْده عن البروتوكولات والرسميات، والتخفُّف في الأكل. كما تحدث عن حبِّه للعمل الخيري وإشادته بالعاملين في المجال الإنساني، وحثه على ذلك، فقد كان يعد العمل الخيري ليس فقط من حقوق الإنسان بل من أولويات هذه الحقوق، وكان يقول إن عدم تمكين الناس من ممارسة العمل الخيري يُعَدُّ سلبًا لحقٍّ من حقوقهم؛ لما لهذا العمل من مردود إيجابي. وكان من أعظم اهتماماته بناء الجمعيات والمؤسسات الخيرية ودعمها. وتطرق إلى آرائه حول الحوار فقد كان يؤكد أن الجدل العلمي لا بد أن يبدأ من تحرير محل الخلاف؛ ذلك لأن الحوار والجدل يتنازعه طرفان مؤيد ومعارض وينصب فيه التأييد والمعارضة على معنى واحد أو قضية واحدة وما لم يكن هذا المعنى أو تلك القضية محددين تحديدا دقيقاً وواضحًا متفقا عليه بين طرفَي الحوار والجدل فإن الحوار يصبح عقيمًا غير منتج، بل يصبح نوعًا مِن لَغْو الحديث ولغط القول، يصح أن يوصف بالوصف العامي الظريف (حوار الطرشان) مشيراً إلى أن الراحل كان يرى وجوب انطلاق الحوار من الثقة بالنفس وبعدالة القضية وعقلانيتها، بعد الإحاطة بها وبالعوامل المؤثرة فيها وبطبيعة بنائها المنطقي.

مشاركة :