مارك توين يعترف من قبره!

  • 10/3/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

بعد وفاة الكاتب الروائي الأميركي مارك توين بقرنٍ ونيف، صدرت مذكراته باللغة العربية، بجهد من مشروع كلمة الذي تقوم عليه هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة. قام بترجمة الكتاب: سعيد رضوان حران. مارك توين، الصحفي، ثم الروائي، والكاتب الساخر الذي ترك أثراً غير عادي في تاريخ الأدب الأميركي المعاصر، افتتح كتابه بمقدمة قصيرة غير مألوفة يقول فيها: سأضع في اعتباري في هذه السيرة الذاتية أني أتحدث إليكم من وراء القبر، واني سوف أكون في عداد الأموات حين يصدر هذا الكتاب.. لقد بدا لي أنه يمكنني أن أتحدث بمطلق الصراحة والحرية -كما لو كنت أكتب رسالة غرامية- في حال تأكد لي أن ما سأكتبه لن تقع عليه عين إلا بعد وفاتي وتحرري من قيود هذه الدنيا. يقع الكتاب في اثنين وثلاثين فصلاً ممتداً في مساحة مقدارها مئتي صفحة من القطع المتوسط، ابتدأت بميلاد مارك توين في قرية تقع في ولاية ميزوري سنة ١٨٣٥، وانتهت بفاجعة وفاة ابنته جين في سنة ١٩٠٩ التي سبقت سنة وفاته. وبين الميلاد وما قبل الوفاة بقليل كانت حياة مارك توين عبارة عن فواجع وفظائع متلاحقة، ومغامرات نجح في توثيق الكثير منها في هذه المذكرات بأسلوبه المعهود الذي يجمع بين السخرية البالغة والمرارة الخفية أحيانا، الظاهرة في أحيان أخرى. على سبيل المثال: أن والديه قدما إلى ميزوري في مطلع الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، ثم يقول: لا أذكر في أي يوم بالتحديد لأني لم أكن قد ولدت في ذلك الوقت، إضافة إلى أني لم أعر مثل هذه الأمور أي اهتمام في حياتي. ويذكر أيضاً أن عدد سكان قريته كان مئة نسمة، وأنه لما ولد زادت نسبة السكان في القرية بمقدار واحد في المئة، وهي مساهمة فعالة لم يسبقه إليها أحد على حد تعبيره! في مذكراته، وبأسلوب محبب وسلس، نجح المترجم في نقله إلى العربية، يحكي مارك توين سيرةً ملأى بالكفاح والمصاعب، تستحق القراءة، وهي قراءة يرجح أن تكون نافعة وماتعة.

مشاركة :