بقلم : عابد خزندار صرّح مصدر مسئول في وزارة التعليم بأنّ الابتعاث للخارج في المستقبل، سيقتصر على الدراسات الطبية، وهذا إن صحّ فإنه يدل على قصر نظر وضيق أفق، فغني عن القول أننا في حاجة إلى الابتعاث لكل التخصصات هندسية ومعرفية، وبالذات التخصصات الجديدة التي لا يفتأ العلم الحديث عن انبثاقها يوماً بعد يوم، ثمّ اننا وهو المهم وياخسراننا لو لم ندركه لا نبعث طلبة إلى الخارج للتعليم وحسب، وإنما أيضا للتثقيف واكتساب ثقافة جديدة تتلاقح مع ثقافتنا وتتفاعل معها، مما ينجم عنه تكون وعي جديد تعقبه نقلة حضارية، وهو ما حدث في تاريخنا، حين غادر عرب الصحراء موطنهم إلى أقاليم العراق وفارس والشام، وفيما بعد إلى الأندلس، وتلاقحت ثقافتهم مع ثقافة هؤلاء القوم، وانبثق فجر الحضارة الإسلامية العربية، وحمل العرب مشعل الحضارة من بلاد الإغريق والهند ونقلوه مزوداً بلقاحهم إلى أوروبا الحديثة، ولولا ابن رشد لما كان هناك ديكارت، وقد أحسنّا صنعاً في السنوات الأخيرة حين بدأنا نبعث طلبتنا إلى بلدان أخرى غير الولايات المتحدة وكندا، وذلك مثل اليابان واستراليا، فالعلم موجود في كل مكان وإن كانت جودته تختلف من دولة إلى أخرى، أما الثقافة فمتنوعة ولا تتشابه دولتان في ثقافتهما، وليتنا نبعث طلبتنا إلى الصين فهناك فجر جديد للثقافة يتجدد كل يوم، وقديما قيل: اطلبوا العلم ولو في الصين. نقلا عن الرياض
مشاركة :