أقر الرئيس الكولومبي ، خوان مانويل سانتوس ، الليلة الماضية ، بالهزيمة في الاستفتاء الذي شهد رفض الناخبين لاتفاق السلام بين الحكومة وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك". وقال عقب إعلان النتيجة التي أظهرت أن 23ر50 في المئة من الناخبين قالوا "لا" لاتفاق السلام : إنني أول شخص سيعترف بالنتيجة. وتابع "لن أيأس. سأحارب من أجل السلام حتى آخر يوم لي في منصبي. من جانبها ، عبرت حركة "فارك" ، عن أسفها الشديد لرفض الكولومبيين اتفاق السلام الذي وقعته مع الحكومة ، وكررت التزامها التوصل إلى حل تفاوضي لإنهاء أكثر من نصف قرن من النزاع المسلح. وسيبقى وقف إطلاق النار مع "فارك" ساري المفعول في الوقت الراهن. وسيغادر مفاوضو الحكومة ، يوم غد الاثنين ، إلى كوبا ، حيث جرت مفاوضات السلام ، من أجل مناقشة الوضع مع مندوبي الحركة المسلحة. ورفض الكولومبيون ، اليوم ، اتفاق السلام مع القوات المسلحة الثورية "فارك" ، الذي يهدف إلى وضع حد لنزاع مستمر منذ 52 عاماً ، وذلك من خلال تصويتهم بـ"لا" خلال الاستفتاء ، بعد فرز اللجنة الانتخابية 96ر99 بالمئة من الأصوات. وأظهرت النتائج شبه النهائية ، أن 23ر50 بالمئة من الكولومبيين صوتوا بـ"لا" رفضاً لاتفاق السلام ، مقابل 76ر49 بالمئة صوتوا بـ"نعم" ، بعد نحو ساعة على إغلاق مكاتب الاقتراع ، ما شكل مفاجأة غير متوقعة. ودعي أكثر من 9ر34 ملايين ناخب إلى الرد بـ "نعم" أو "لا" على السؤال التالي: "هل تؤيد الاتفاق النهائي لوقف النزاع وإقامة سلام ثابت ودائم؟" ، وهو عنوان الوثيقة المؤلفة من 297 صفحة هي خلاصة محادثات متنقلة في كوبا استغرقت حوالي أربع سنوات وانتهت في 24 أغسطس. وسجلت نسبة المشاركة في الاستفتاء 28ر37 بالمئة. وصوت نحو 3ر6 ملايين ناخب 055ر346ر6 بـ"نعم"، أي أعلى بكثير من الحد الأدنى المطلوب وهو 4ر4 ملايين صوت (13 بالمئة من الناخبين). لكن عدد من صوت بـ"لا" بلغ 4ر6 ملايين 350ر408ر6. وكان الرئيس خوان مانويل سانتوس ، قد اعتبر لدى إعلانه أمس عن انطلاق أعمال مهمة المراقبة الانتخابية المؤلفة من حوالي 200 شخص من 25 بلداً ، الاستفتاء ، قراراً تاريخياً ، مؤملاً في أن يدلي جميع الكولومبيين بأصواتهم. وانتشر 240 ألف شرطي وجندي بالإجمال لتأمين سلامة الاستفتاء ، في حوالي 82 ألف قلم اقتراع ، وأدلى الكولومبيون المقيمون في الخارج بأصواتهم وخصوصاً في آسيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية. ولو وافق الكولومبيون على اتفاق السلام ، لكان من المقرر أن تتحول "فارك" التي تأسست في 1964 من انتفاضة للفلاحين وما تزال تضم 5765 مقاتلاً ، إلى حزب سياسي بعد أن تسلم أسلحتها تحت إشراف مهمة للأمم المتحدة.
مشاركة :