أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن الباب لا يزال مفتوحًا للراغبين في الالتحاق بالوثيقة الوطنية التي سيتم إقرارها في المؤتمر العام للحوار الوطني في العاشر من الشهر الحالي، والذي سيشهده رؤساء مصر، أوغندا، موريتانيا، تشاد، ورئيس الوزراء الإثيوبي، مجددًا تعهده بأن يشهد هذا العام نهاية الحروب في مناطق النزاع في السودان، وأن ترسي بلاده تجربة جديدة في الحكم تستند إلى الديمقراطية والشورى وقيم المواطنة. وقال البشير خلال مخاطبته الدورة البرلمانية الجديدة أمس إن بنهاية العام الحالي ستشهد نهاية النزاعات المسلحة في مناطق دارفور، جنوب كردفان غرب البلاد والنيل الأزرق في جنوبها الشرقي، داعيًا المعارضة بشقيها السياسي والعسكري إلى الالتحاق بالوثيقة الوطنية وبرنامج الإصلاح، وإقرار الدستور الدائم للبلاد، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات ينتظر أن يقرها المؤتمر العام للحوار الوطني في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، والذي استمر لأكثر من عامين منذ أن أعلنه البشير بداية عام 2014، وقال إن البلاد ستشهد تجربة جديدة في الحكم تقوم على الديمقراطية والشورى والمواطنة، مؤكدًا أن حكومته اتخذت تدابير بتهيئة مناخ الحوار وتعزيز الثقة بين أطرافه، وأن الباب لا يزال مفتوحًا لمن يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وتعهد بتنفيذ توصيات الحوار الوطني، وجعله ضمن التشريعات، بما يتواكب مع القوانين الدولية وحماية حقوق الإنسان وتعزيز الحريات الصحافية. وأوضح البشير أن الدولة ستعمل خلال الفترة المقبلة على ترسيم الحدود بين ولايات البلاد ومعالجة جذور النزاعات القبلية، التي تشهدها عدة مناطق، فضلاً عن نزع السلاح وحصره على القوات المسلحة والنظامية، وقال إن العام المقبل سيشهد تجهيز الجيش السوداني بالمعدات الحديثة، ودعمه للتصدي لأي استهداف خارجي، إلى جانب التركيز على قوات الشرطة للقيام بمهامها، خاصة في ضبط الوجود الأجنبي وحماية اللاجئين، مؤكدًا على تنفيذ اتفاقيات التعاون مع جنوب السودان التي تم توقيعها في سبتمبر (أيلول) 2012، وحسم الخلافات بين البلدين. وأبدى البشير تفاؤلاً بتحقيق نمو في الناتج المحلي رغم إقراره بتأثر اقتصاد بلاده بالاضطرابات الأمنية الداخلية والخارجية، موضحًا أن الإيرادات العامة للدولة زادت بنسبة 6 في المائة مقارنة مع العام الماضي، وانخفاض معدل التضخم من 12.6 في المائة إلى 13 في المائة، فضلاً عن زيادة في إنتاج السودان من القمح بنسبة 36 في المائة، مضيفًا أن الحكومة عملت على تطوير إنتاج واستغلال الغاز الطبيعي المصاحب للنفط، والذي وصل مخزونه إلى نحو 51.6 تريليون قدم مكعب، إضافة إلى الاحتياطات المحتملة في مربع 8 بنحو 2.5 تريليون قدم مكعب، والذي يجري العمل على تحويله إلى منتجات سائلة. كما تطرق البشير لعلاقات السودان الخارجية، فقال إنها شهدت في الشهور الماضية انفتاحًا كبيرًا مع الدول العربية وخصوصا الخليجية، مشيرًا إلى مشاركة القوات المسلحة ضمن قوات «عاصفة الحزم» لدعم السلطة الشرعية في اليمن ضمن تحالف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مشددًا على أن سياسة حكومته الخارجية تقوم على مبادئ سيادة البلاد وأمنها القومي، وتحقيق السلام، وجذب الاستثمارات والأموال الأجنبية لتحقيق التنمية، خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب، مؤكدًا استمرار الحوار مع الإدارة الأميركية، وأعرب عن أمله في أن تنجح في إعادة العلاقات بين البلدين بشكل طبيعي. من جانب آخر تبادلت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) الاتهامات حول من يقف وراء فشل جلسة مشاورات غير رسمية بين وفديهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي السبت والأحد الماضيين، بمبادرة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للوصول إلى تفاهم حول وقف العدائيات، وإيصال المساعدات الإنسانية. وحمل كل وفد الآخر إفشال المحادثات، إذ قال الوفد الحكومي في تعميم صحافي إن الحركة الشعبية أصرت على توصيل المساعدات الإنسانية من خارج البلاد للمناطق التي تقع تحت سيطرتها في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ومن جانبه قال مبارك أردول، رئيس وفد الحركة في هذه الجولة، في بيان صحافي إن حركته تتمسك بإيصال المساعدات الإنسانية عبر بلدة أصوصا الإثيوبية كحل يؤدي إلى وقف العدائيات، مضيفًا أن الحركة قدمت تنازلات، في ما ما زالت الحكومة عند موقفها، مشيرًا إلى أن طرح الوفد الحكومي للمسارات الداخلية هو مجرد محاولة لتغطية رفضه لمعبر أصوصا للمساعدات الإنسانية، كما اتهم الخرطوم بحشد قواتها لشن هجوم جديد في الصيف المقبل على المنطقتين، وقال إن الأمين العام للحركة ياسر عرمان قدم في اجتماع مشترك مع الآلية الأفريقية معلومات تفصيلية حول الحشود العسكرية للقوات السودانية على المنطقتين للصيف المقبل. وكانت الجولة الخامسة بين الطرفين قد فشلت في أغسطس (آب) الماضي في مساري دارفور بين الحكومة والحركات المسلحة التي تقاتل في دارفور، وفي مسار منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والحكومة. وفي سياق آخر، أعلن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني حامد ممتاز في لقاء ضم قيادات حزبه في محلية الخرطوم عن اكتمال تشكيل وإعلان حكومة الوفاق الوطني الجديدة في مطلع فبراير (شباط) العام المقبل بعد توافق القوى السياسية المشاركة في وثيقة ومخرجات الحوار الوطني أو المنضمة فيما بعد للوثيقة.
مشاركة :