استثمار مؤسسة قطر في التعليم قبل الجامعي بدأ يؤتي ثماره

  • 10/5/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت مديرة الشؤون الأكاديمية، بمكتب التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، الأستاذة عبير آل خليفة، الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسة للتعليم قبل الجامعي، وتخصيصها حيزا واسعا من أنشطتها لمجال التعليم من مرحلة الطفولة المبكرة حتى التعليم الثانوي، من خلال أكاديميات المؤسسة المختلفة. وأشارت آل خليفة في حوارها لـ«العرب» إلى حرص مؤسسة قطر على استقطاب المعلمين القطريين إلى مدارسها، وقيامها بمبادرة - منذ عدة سنوات - مع جامعة قطر لجذب المتخرجين القطريين إلى مدارسها، وأوضحت مديرة الشؤون الأكاديمية أن استثمارات مؤسسة قطر في جانب التعليم قبل الجامعي قد بدأت ثمارها تظهر، في تمكن متخرجي مدارس قطر من دخول أرقى الجامعات محليا وعالميا، ورفد سوق العمل القطري بكفايات عالية، وكلها إنجازات تُحسَب للمؤسسة، كما استعرضت في حديثها كيفية اهتمام مؤسسة قطر بذوي الاحتياجات الخاصة، والأفراد الذين يواجهون تحديات في التعلم، من خلال تمكينهم ومساعدتهم في التغلب على العوائق. من خلال الصرحين الأكاديميين المتخصصين بها، وهما: أكاديمية العوسج، وأكاديمية ريناد، هناك تفاصيل أخرى تتعرفون عليها في سياق الحوار التالي: هل يمكنك التحدّث عن أهمية التعليم ما قبل الجامعي في بناء اقتصاد المعرفة؟ - يعتمد إنشاء اقتصاد المعرفة بشكل رئيسي على تأهيل الموارد البشرية وتدريبها وتمكينها إلى أقصى الحدود في المعرفة، ومهارات التقانة والتواصل، والابتكار، حتى تتمكن من الاضطلاع بمهمتها في الدورة الاقتصادية المنتجة الحديثة. ولا شك أن التعليم ما قبل الجامعي حجر الأساس في هذا المسعى، كونه يوفر الأرضية الفكرية الملائمة، من إلمام بالعلوم الضرورية، وثقافة عامة، واستعداد ذهني للتعلم مدى الحياة. ومن هنا، تخصص مؤسسة قطر حيزاً واسعاً من أنشطتها لمجال التعليم من مرحلة الطفولة المبكرة حتى التعليم الثانوي، من خلال أكاديميات المؤسسة المختلفة. وتتبنى أكاديميات مؤسسة قطر أرقى وأحدث المناهج التعليمية، كما أنها تستقطب نخبة من المعلمين القطريين والدوليين، وتتعهدهم بالتدريب المستمر، فضلاً عن توفيرها بنية تحتية حديثة ملائمة، من أجل توفير تعليم نوعي لطلابها الصغار، وتحضيرهم من أجل الدراسات الجامعية والمسارات المهنية المتنوعة المناسبة. ما الخطوات التي تقوم بها مؤسسة قطر لدعم التعليم ما قبل الجامعي؟ - تتميز مقاربة مؤسسة قطر في هذا السياق بشموليتها. إذ تدرك المؤسسة تماماً أن تحقيق التميز يتطلب توفير بنية تحتية حديثة، من مبانٍ وتجهيزات، ومختبرات، وملاعب ومصادر تعليمية وغيرها، وفريق تعليمي شغوف يؤهل بشكل مستدام، قادر على تمكين الطلاب في المعارف، والمهارات، والتوجهات المطلوبة، فضلاً عن برامج متطوّرة تواكب أحدث الممارسات والمنطلقات النظرية في مجال التعليم والتعلم، وتراعي شرائح واسعة من المتعلمين على اختلاف قدراتهم واهتماماتهم. كيف تقوم مؤسسة قطر بدعم المعلم القطري؟ - تحرص مؤسسة قطر على استقطاب المعلمين القطريين إلى مدارسها. وقد بدأت منذ سنوات مبادرة مع جامعة قطر لجذب المتخرجين القطريين إلى مدارسها. وتوفر مؤسسة قطر العديد من وسائل الدعم للمعلم بشكل عام والمعلم القطري بشكل خاص، حتى تمكّنه من تحقيق أقصى قدراته وباستدامة. فهي تحرص على إشراك معلميها في ورش العمل التدريبية، والمؤتمرات التربوية التي تسهم في صقل قدرات المعلم وتعزيز معارفه عبر اطلاعه على أحدث الأساليب والمقاربات التعليمية المتوفرة، داخل قطر وخارجها. وقد أنشأ مكتب التعليم ما قبل الجامعي مؤخّرا معهد التطوير التربوي الذي يتعهد معلمي مدارس المؤسسة والمدارس المستقلة والخاصة، داخل قطر وخارجها، بالتدريب، وتعزيز مهاراتهم ومعارفهم الحديثة. كما أن مكتب التعليم بادر إلى تعزيز تبادل الخبرات بين مدارس المؤسّسة وغيرها من المؤسّسات التعليميّة. وتعتبر مدارس المؤسّسة بما تضمّه من خبرات عربيّة ودوليّة مختبرًا حيًّا لتمكين المعلم القطري. ويشهد للموقع الكبير الذي يشغله المعلم القطري في مدارسنا، تصدُّره المحافل والفعاليات التربوية والتعليمية في الداخل والخارج. ما برأيك أهمية مفهوم التعلم مدى الحياة في إعداد المعلمين؟ - فرضت التطورات التكنولوجية المتسارعة على الدوام، وتغير طبيعة الاقتصادات المعاصرة إلى اقتصاد المعرفة، مفاهيم جديدة، تقضي بتحديث معارف الرأسمال البشري ومهاراته وصقلها باستمرار، حتى تتمكّن من التكيّف مع متطلبات عالمنا التنافسي، المتغيّر على الدوام، وتحافظ على قدرتها الإنتاجية. ومن هنا، فقد بات مفهوم التعلم مدى الحياة في قلب النُظم التعليمية الحديثة، كذلك في صلب بناء أي اقتصاد ناجح. فالمعرفة المستدامة هي الثروة الأساسية التي تسمح لنا بالازدهار والنمو والسير قُدماً، وهي مورد لا ينضب، يُفترض اكتسابه في المدرسة والجامعة ومكان العمل وغيرها. ولا يختلف المعلمون عن غيرهم من المهنيين في هذا السياق، بل قد يكون العكس صحيحاً، فالمعلمون هم أحوج ما يكون لاكتساب المعارف الجديدة على الدوام، كونهم الوسيط المناط به تعليم الأجيال المقبلة وتأهيلها. ما أبرز التحديات التي تواجه المعلمين في مدارس مؤسسة قطر؟ وكيف يتم التعامل معها؟ - تتنوع التحديات التي تواجه المعلمين في مدارس مؤسسة قطر، تعود إلى عوامل خارجية وذاتية. والعوامل الخارجية لا تتعلق إجمالاً بالإمكانيات التي توفرها المؤسسة بسخاء، بل بالأنماط الفكرية السائدة في المجتمع حول دور المعلم وأساليب عمله من جهة، وحافزية الطالب على التعلم، خاصة عندما لا يرى علاقة مباشرة بين العلوم التي يدرسها وضرورات الحياة من حوله. أما العوامل الذاتية فهي تتعلق بمتطلبات التعلم الذاتي المستدام ومواكبة المستجدات النظرية والتقنية الحديثة باستمرار. وبطبيعة الحال، يتطلب مواجهة هذه التحديات الكثير من الصبر والتفهم وطول الأناة. فتغيير الأنماط الفكرية السائدة حول دور المعلم يحتم تفهم المجتمع لضرورات اقتصاد المعرفة والتقدم المذهل الذي يشهده العالم في شتى المجالات. ولتعزيز حافزية الطلاب للتعلم يتوجب على المعلم في الحصص الدراسية كسر الهوة بين العلوم النظرية والواقع، والمواءمة بين متطلبات المنهج واهتمامات الطلاب الفكرية، وارتكاز التعليم حول الطالب، بكل ما يعنيه هذا من مراعاة لأنماط تعلم متنوعة ومتمايزة. وبالطبع، فإن التكنولوجيا المتطورة على الدوام تشكّل تحدياً هائلاً، فعلى المعلم مجاراة تطورات أدوات الإعلام الجديدة ووسائطها من الهاتف الخلوي، إلى الوسائط الرقميّة، فضلاً عن مواكبة المستجدات في عالم الإعلام كالأفلام، وبرامج التلفاز، حتى يتمكن من التعرف على اهتمامات طلابه، ومجاراة فضولهم وكل ذلك يتطلب الكثير من الوقت والجهود. ما إنجازات مدارس مؤسسة قطر؟ - هذا سؤال متشعب، والإجابة عنه مستمرة، وفَّرتها السنوات السابقة، وستوفّرها السنوات المقبلة. فاستثمار مدارس مؤسسة قطر في البنية التحتية، وفي استقدام الكوادر البشرية الأفضل محليا ودوليا وتعهدها بالرعاية والتدريب المستمر، واستخدام أحدث المناهج التعليمية، قد بدأت ثماره تظهر في تمكن متخرجي مدارس قطر من دخول أرقى الجامعات محليا وعالميا، ورفد سوق العمل القطري بكفايات عالية، يشهد على ذلك تهافت الشركات والمؤسسات القطرية والعالمية على توظيفهم، وإن اعتدنا منهم دائمًا تفضيلهم العمل في مؤسّسة قطر. تفرد مؤسسة قطر حيزاً خاصاً لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، هل يمكنك الحديث عن ذلك؟ - تسعى مؤسسة قطر لتنشئة أجيال مثقفة تواكب العصر، وترفد سوق العمل في شتى تخصصاته، وتعول على جهود أبنائها على اختلاف قدراتهم. وفي هذا السياق، تؤمن المؤسسة بمفهوم تكافؤ الفرص، ورعاية الجميع، كلٌّ وفق إمكاناته من أجل بناء مجتمع متقدم مزدهر، يوفر فرص العمل الكريم لكل أبنائه. ومن هنا، تُعنَى مؤسسة قطر بذوي الاحتياجات الخاصة، والأفراد الذين يواجهون تحديات في التعلم، من خلال تمكينهم ومساعدتهم في التغلب على العوائق. وتقوم المؤسسة بذلك من خلال صرحين أكاديميين متخصصين، ألا وهما أكاديمية العوسج، وأكاديمية ريناد. تقدم أكاديمية العوسج خدماتها التعليمية المتخصصة للطلاب الذين يواجهون تحديات تعليمية، من مرحلة الروضات حتى الصف الثاني عشر، وذلك وفق مناهج تعتمد على نُظم الاستجابة للتدخل، القائمة على البحوث، ونظام دعم السلوكيات الإيجابية. ومن جهتها، تسعى أكاديمية ريناد، التي افتتحت أبوابها في العام الأكاديمي الحالي، لاستقطاب الأطفال المصابين بالنوع الخفيف إلى المتوسط من اضطراب طيف التوحُّد، وتزويدهم بتعليم نوعي يراعي متطلبات هذه الحالة السلوكية، ويمكِّنهم بالتالي من التحول إلى أفراد منتجين فاعلين في مجتمعهم.;

مشاركة :