في مقابلة لقناة سي أن أن الأميركية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي استضافته بعد إقرار الكونغرس الأميركي لقانون جاستا الذي يسمح لعائلات ضحايا تفجيرات برجي مركز التجارة العالمي في 11 من سبتمبر 2001، بمقاضاة الدول التي يزعم تورطها في هجمات ارهابية، ولاقى هذا القرار استغراب واستهجان المراقبين الدوليين لمحتواه وفحواه المشبوهين، حيث طرح المذيع سؤالاً لأوباما حول رفض الكونغرس حق الفيتو الذي مارسه الرئيس الأميركي لمنع إقرار وتنفيذ جاستا ومقاضاة الدول التي تتهم برعاية الإرهاب حسب زعم المذيع، حيث لم يرفض فيتو لأوباما منذ استلامه لمنصبه منذ عهدتين رئاسيتين، كما لم يمانع الكونغرس من استخدام الفيتو للرؤساء المتعاقبين على البيت الأبيض الأميركي منذ 1983، أوباما رد على سؤال المذيع بشيء من الامتعاض وعدم الرضا قائلاً: هناك خطأ ما، وأنا أتفهم ذلك، ومن الواضح أن جميعنا لايزال يحمل آثار صدمة 11 سبتمبر، ليس كصدمة جيل 11 سبتمبر الذين حاربوا عنا مابعد هذه الكارثة، ومساندة العوائل المحتاجة التي تستحق الدعم والموارد ولذلك المصوتون لم يدركوا خطورة القانون وعواقبه أسسنا صندوقاً لدعم الضحايا ومتوسط حصول كل عائلة على 2 مليون دولار، ودافع أوباما عن قراره في استخدام الفيتو وبرر ذلك لمحاولته ثني الكونغرس عن الموافقة على قانون يتيح لضحايا العمليات الإرهابية من ملاحقة الدول التي ينتمي إليها الإرهابيون، وأردف قائلاً: تشريع الكونغرس يقول إذا اعتقد المواطن بأنه كان ضحية إرهاب دولة أخرى ولم تقم بمجهود كافٍ على سبيل المثال لمنع مواطنها من الانخراط في الارهاب فبإمكانه رفع دعوى قضائية شخصية في المحكمة، لكن المشكلة في ذلك، إذا قضينا على فكرة الحصانة السيادية فبالتالي رجالنا ونساؤنا في الجيش حول العالم قد يعرضهم للمساءلة القانونية، ولكن قلقي ليس له علاقة بتعاطفي مع عائلات 11 سبتمبر بل له علاقة بعدم رغبتي في خضوعنا لمشاكل قانونية إثر أعمالنا العسكرية في أرجاء العالم ونعرض أنفسنا لتحمل دعاوى قضائية في المحاكم! وهذه سابقة خطيرة هذا مثال على أنك أحيانا قد تُجبر على اختيار الخيار الصعب، وبصراحة كنت أتمنى من الكونغرس أن يختاروا الصعب. وفي ختام مقابلة أوباما المطولة نقل للأميركيين قلق وزير الدفاع الأميركي من المصادقة على قانون جاستا، كما أعرب عن قلقه من مصادقة نواب الكونغرس على قانون لا يعلمون فحواه وحيثياته ولم تثر أي مناقشة بالمجلس للسماح للنواب للاطلاع عليه وتكوين فكرة شاملة عنه لمعرفة أهدافه وعواقبه.
مشاركة :