عشية انعقاد مجلس المطارنة الموارنة والموقف المنتظر من السلة التي قيل انها تفرض شروطاً على رئيس الجمهورية والتي رفضها البطريرك الماروني بشارة الراعي، شهدت بكركي أمس، ولليوم الثاني لقاءات ومشاورات ركزت على الملف الرئاسي، في وقت ألغى «تكتل التغيير والاصلاح» الاجتماع الأسبوعي أمس، لأن موقف التكتل من التطورات سيعلنه رئيسه ميشال عون مساء (أمس) عبر الـ«أو تي في». وأشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقائه الراعي الى ان «مبادرة الرئيس سعد الحريري في الأيام العشرة الأخيرة حركت ملف الرئاسة في شكل كبير، فأول جولة قام بها من المفاوضات كانت لا بأس بها، ونواكبها جميعاً، وآمل بعد عودته من جولته الخارجية بأن يستكمل مشاوراته ويخرج بقرار نهائي نقرر في ضوئه ماذا يجب أن نفعل في جلسة انتخاب الرئيس في 31 تشرين الأول (أكتوبر المقبل)». وأكد جعجع أن «موضوع السلة أمر غير وارد على الإطلاق في انتخابات الرئاسة، فليس عند كل استحقاق، نعود لنطرح كل المواضيع ونحملها على ظهر أحد الرؤساء الثلاثة، واذا أراد أحدهم انتخاب الآخر رئيساً، عليه أن يكون أجرى تفاهمات معه، واعتبرنا ان الجنرال عون، منذ 11 سنة حتى اليوم، حليف لفريق 8 آذار وبالأخص لـ«حزب الله» ما يعني ان هذا التحالف قائم على تفاهم، لكن تبين لنا ان المواضيع تطرح وكأن الشباب في حركة «أمل» و«الحزب» يتعرفون للمرة الأولى الى العماد عون، وهذا أمر غير مقبول، وبالتالي مبدأ السلة غير مقبول جملة وتفصيلاً». وأوضح أن عون «لا يفاوض على سلة، وبحسب معلوماتي لن يقوم بذلك». ولفت جعجع الى أن «الرئيس نبيه بري في كل الظروف كان يلعب أدواراً إيجابية، وإيماني أنه سيستمر بذلك، ولا يمنع الآن أننا نختلف معه على موضوع السلة». وقال: «بين اللاعبين السياسيين، يوجد لاعب لديه Poker Face ينتظر ويقول شيئاً ويقصد به شيئاً آخر». وأوضح «أن السعودية هي أكثر دولة ليس لديها موقف في ما خص قضايانا الداخلية وثبت هذا الشيء أكثر من مرة، وأثر قرار الرئيس الحريري الجديد زار الوزير وائل أبو فاعور المملكة وعاد بجواب «افعلوا ما تشاؤون». وعن وجود اتصالات مع بري، قال: «نفهم على الرئيس بري من بعيد، ولا يجوز في السياسة «زرك» الآخر، فكل واحد منا لديه ظروفه ومعطياته وأسبابه وموجباته التي يتصرف على أساسها، ويبقى الأهم الحفاظ على الدستور». وعما اذا كان بري يعرقل وصول عون الى بعبدا، أجاب: «أعتقد ان الرئيس بري يعبر عن موقفه وموقف غيره، للأسف يظهر انه هو في الواجهة ولكن الموقف أوسع من ذلك بكثير، أذكر منذ 7 أشهر حين قال السيد حسن نصر الله في مهرجان: «انتخبوا الجنرال عون رئيساً ولا نريد لا سلة ولا تفاهمات»، ولا يمكنني أن أتناسى ذلك من دون أن أربطه بما يحصل الان، فحين اقتربت القصة الى وصول عون الى قصر بعبدا بتنا بحاجة الى سلة، هذا ليس منطقاً». وتقابل جعجع مع وزير الزراعة أكرم شهيب في بكركي وقال: «أعتقد أنه توصل الى تحقيق اختراقات معينة ممكن أن تؤدي الى انفراج لا بأس فيه حول موسم التفاح». وتمنى شهيب بعد لقاء الراعي «ان نصل الى نتيجة بعد الاتصالات التي تتم لانتخاب رئيس. نحن مع التوافق ونؤيد وصول أي من المرشحين». ولفت إلى أن «التوافق ضروري على قانون انتخاب لا يلغي أحداً ولا يضر أحداً»، مشيراً إلى أن «طاولة الحوار مكان صالح للتوافق على كل الحلول». اما وزير الخارجية جبران باسيل الذي التقى جعجع ايضاً في بكركي، فأوضح بعد لقائه الراعي «انه قائم على الميثاق والدستور لأنه يتخطى الظروف والاشخاص، ولقاؤنا ليس مع أحد او ضد أحد بل مع الميثاق الوطني، وتطبيقه هو طريق الخلاص ورئيس الجمهورية هو الضامن لكل اللبنانيين، ومن واجبه ان يطمئنهم، والشروط المسبقة على الرئيس هي سبب إعلاء صوت بكركي، ونريد قانون انتخابات ولكن لا تكون شرطاً لانتخاب الرئيس، ونحن نريد حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الأفرقاء بأحجامهم». وأكد انه «يجب أن لا تكون هناك شروط ملزمة لانتخاب الرئيس». وأوضح باسيل ان «الرئيس بري لديه موقعه في البلد، وعلى الآخرين الاعتراف المتبادل، وهذا الموضوع يسري على الرئاسات الثلاث وعلى قانون الانتخاب والتعيينات». وأكد أنه «لا يمكن بناء تفاهمات تخيف أحداً، ولن نوقع اتفاقات على تعيينات وحصص تلغي احداً، وهذه مرحلة جمع اللبنانيين وليس إلغاء أحد». وفي تصريح له على مواقع التواصل، أشار باسيل الى ان «الخلوة مع جعجع كانت عظيمة وليس بالصدفة التقينا عند البطريرك». ومن مطرانية الروم الارثوذكس، أشار وزير العمل سجعان قزي بعد لقائه المطران الياس عودة الى انه «أثار موضوع التحرك السياسي المتعلق بانتخاب رئيس وكان هناك تمنٍ بأن تحصل هذه الانتخابات في أسرع وقت، علماً أن الظروف الداخلية والإقليمية المستجدة لا تزال تواجه كل المساعي الإيجابية التي تبذل»، داعياً الى «وقفة وطنية شاملة لانتخاب رئيسٍ يعيد انتظام العمل الوطني والدستوري وأن يكون جامعاً لكل اللبنانيين». وكان الملف الرئاسي مدار بحث ايضاً بين عودة والنائبين هنري حلو وأنطوان سعد الذي أوضح أن الحديث تناول الحركة السياسية التي انطلقت مع مبادرة الرئيس سعد الحريري وطرح الخيارات المتاحة لإنهاء الشغور الرئاسي». ورأى أن «هذا الحراك أنتج ديناميكية نتمنى أن تثمر قريباً لنخرج برئيس يرضي جميع الفئات اللبنانية».
مشاركة :