أكد مسؤولون أفغان استعادة القوات الحكومية السيطرة على الجزء الأكبر من مدينة قندوز (شمال)، وسط اشتباكات متقطعة غداة تقدم مقاتلي حركة «طالبان» في اتجاه وسط المدينة أمام مقاومة بدت ضعيفة وفق شهود والبنتاغون الذي استدرك ان «هجوماً كان أقرب إلى إطلاق نار في أحد أفلام الغرب الأميركي، وليس هجوماً عسكرياً بحشد كبير». وكان مقاتلو الحركة تسللوا عبر المراكز الأمنية وسيطروا على 4 جهات من وسط قندوز أو هاجموها، في تكرار لما فعلوه قبل سنة حين استولوا على المدينة لفترة وجيزة، ما مثل أحد أكبر النجاحات التي حققوها في الصراع الممتد منذ 15 سنة. وتسببت سهولة دخول المتمردين الى العاصمة الإقليمية لقندوز، بانتقادات كثيرة للسلطات التي فتحت تحقيقاً في كيفية تسللهم عبر دفاعات المدينة، رغم مرور شهور على إطلاق عمليات عسكرية هدفت الى منع تكرار تسللهم العام الماضي. واتهمت القوات الحكومية بالفرار أمام العدو، وهو ما نفاه الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال دالات وزيري بقوله: «لم تتخل قواتنا عن أي حاجز. لكن العدو دخل بينما كان مختبئاً في المنازل، وتجنبنا الرد كي لا نتسبب في سقوط ضحايا مدنيين». وسلّط ذلك اضافة الى سيطرة «طالبان» على مناطق في هلمند وأروزجان اللتين يهددون عاصمتيهما الضوء على قوتها المتزايدة في مقابل ضعف الحكومة التي تلتقي مع مانحين دوليين في بروكسيل لنيل بلايين الدولارات من المساعدات الإضافية. وأوضح قاسم جانغ الباغ، قائد شرطة قندوز، إن «قوات الجيش والشرطة مدعومة بمئة عنصر من القوات الخاصة وسلاح الجو الأميركي تدخلت لتطهير المدينة ليلاً. ولا يزال بعض المتمردين في عدد من مناطق المدينة، ولكن قواتنا تقدمت بعدما قتلت أكثر من 25 من الأعداء، في حين سقط 5 من أفرادها وجرح 13 آخرون». وأفادت قيادة الجيش الأميركي بأن مروحيات نفذت ضربة جوية الليلة الماضية «دفاعاً عن القوات الصديقة»، وأن «قوة كبيرة تابعة للقوات الخاصة الأميركية وطائرات تمركزت قرب المدينة لتوفير الدعم عند الحاجة». واتهم حاكم المدينة أسد الله عمر خيل عناصر «طالبان» باستخدام منازل المواطنين للاختباء في المدينة، «ما ابطأ العمليات ضدهم، علماً اننا طالبنا السكان بملازمة منازلهم وتفادي الخروج إذا لم يكن ذلك ضرورياً». وقال عضو المجلس الإقليمي عمر الدين والي ان «الناس مرهقون وخائفون». وأضاف: «يتواجد عدد كافٍ من القوات في المدينة، لكن التنسيق منعدم في ما بينها بسبب اهمال السلطات». وأقفلت المتاجر وبقيت الشوارع مقفرة مع تحليق مروحيات في سمائها. كما توقفت باصات المحطة الواقعة في الضواحي، وتحاول العائلات ان تستقلها للوصول الى كابول».
مشاركة :