تتوقف البطولات المحلية عبر أرجاء المعمورة لتفسح المجال للمنتخبات لخوض جولة جديدة من تصفيات مونديال 2018 المقرر في روسيا. وتستعد أوروبا لخوض الجولتين الثانية والثالثة من التصفيات بداية من غد الخميس وحتى الأربعاء المقبل، التي ستبرز منها مباراة المنتخبين الإيطالي والإسباني في مدينة تورينو ضمن المجموعة السابعة. ومع كون المباراة في الجولة الثانية فقط من التصفيات حيث تليها 8 مباريات أخرى لكل فريق، لن يدخر أي من المنتخبين جهدا من أجل تحقيق الفوز في هذه المواجهة المبكرة على صدارة المجموعة. وإلى جانب المنافسة التقليدية والتاريخية بين المنتخبين، سيكون الثأر هو أحد أهداف الماتادور الإسباني بعدما خسر أمام نظيره الإيطالي 2 - صفر في دور الستة عشر لبطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2016) بفرنسا ليبدد آمال الإسبان في الفوز باللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي. وبعد بداية سهلة لكل من الفريقين في التصفيات الشهر الماضي، ستكون مباراة الغد الاختبار الحقيقي الأول لكل من المدربين الجديدين، غامبيرو فينتورا مع إيطاليا، وجولين لوبيتيجي مع إسبانيا. ويحظى المنتخبان الإيطالي والإسباني بالقدر الأوفر من الترشيحات لصدارة هذه المجموعة في التصفيات على حساب منتخبات ألبانيا وإسرائيل وليختنشتاين ومقدونيا؛ شركائهما في هذه المجموعة. ويسعى كل من المنتخبين إلى تحقيق الفوز لتكون خطوة مبكرة على طريق الانفراد بصدارة المجموعة وحجز بطاقة التأهل المباشرة إلى المونديال، فيما سيخوض صاحب المركز الثاني الملحق الأوروبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، إلا إذا أصبح أفضل فريق من بين الفرق التي تحتل المركز الثاني في المجموعات التسع بالتصفيات. ويرى كل من فينتورا ولوبيتيجي مباراة الغد بمثابة أوراق اعتماده أمام الجماهير سواء في إيطاليا أو إسبانيا، خصوصا أن كلا منهما قاد فريقه في مباراتين اثنتين فقط قبل هذه المواجهة، وكانت إحدى هاتين المباراتين ودية. وقال فينتورا، الذي قاد الآزوري للفوز 3 - 1 على المنتخب الإسرائيلي الشهر الماضي في بداية مسيرته بالتصفيات: «مباراتنا أمام إسبانيا شائكة. ستكون مهمة، ولكنها ليست حاسمة.. مقارنة بمباراتنا في الشهر الماضي، افتقدنا الآن لاعبين مثل المدافع دانييلي روجاني والمهاجم ليوناردو بافوليتي للإصابات، فيما عاد لاعبون آخرون لصفوف الفريق». وأوضح: «منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، خاض اللاعبون 5 أو 6 مباريات. ولهذا، سيكونون بالتأكيد أفضل حالا مما كانوا عليه في لقاء إسرائيل». ونظرا لإيقاف المدافع جورجيو كيلليني، استدعى فينتورا اللاعبين دومينيكو كريشيتو وماتيو دارميان والمهاجم نيكولا سانسوني وحارس المرمى ماتيا بيرين. وما زال المهاجم ماريو بالوتيللي خارج حسابات مدرب الآزوري رغم تسجيله 6 أهداف في أول 5 مباريات خاضها مع فريقه الجديد نيس الفرنسي. وقال فينتورا: «بالوتيللي يملك إمكانات لا تقبل الجدل، لكنه يحتاج إلى بعض الاستمرارية والثبات في مسيرته الجديدة». وعبر المهاجم المشاغب بالوتيللي أمس عن آماله في العودة إلى صفوف المنتخب الإيطالي، في الوقت الذي شن فيه هجوما على نادييه السابقين ليفربول الإنجليزي وميلان. لم يحمل بالوتيللي ألوان إيطاليا منذ الخسارة أمام أوروغواي في كأس العالم 2014 في البرازيل، عندما خرج الآزوري من الدور الأول. لكن بالوتيللي يعيش راهنا بداية رائعة مع فريقه نيس الفرنسي، وقال: «استبعادي كان صحيحا، لأني لا أستحق ذلك. من الأفضل ألا يختارني فينتورا الآن، لأنه عندما أعود أريد أن أكون في أفضل مستوياتي». وفيما يتعافى جرازيانو بيليه من الإصابة، ينتظر أن يكون شيرو إيموبيلي وآندريا بيلوتي ضمن التشكيلة الأساسية لإيطاليا. وقال فينتورا: «يمر كل من اللاعبين بفترة جيدة من مسيرته الكروية ويمكنهما اللعب معا مثلما فعلا من قبل.. أتمنى أن يمنحنا استاد يوفنتوس المساعدة الهائلة التي يمنحها للفريق في كل أسبوع». وينتظر أن يشهد هذا الاستاد استقبالا حارا من الجماهير للمهاجم الإسباني ألفارو موراتا الذي ساهم في فوز يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي في الموسمين الماضيين قبل عودته إلى ريال مدريد الإسباني صيف هذا العام. وسجل موراتا هدفين للمنتخب الإسباني في المباراة التي اكتسح فيها منتخب ليختنشتاين الشهر الماضي في بداية مسيرة الفريقين بالتصفيات. وقال موراتا، عن غياب زميله السابق كيلليني، مازحا: «ساعدني كثيرا في تورينو، ولكنني يجب أن أقول بصدق إن قدماي تشكر البطاقة الحمراء التي حصل عليها في مباراة إسرائيل». وأضاف: «إنها مباراة ذات طابع خاص بالنسبة لي، ولا أطيق انتظارها. إلى جانب الأسباب الشخصية، أضيفت أسباب رياضية منذ يونيو (حزيران) الماضي عندما خرج المنتخب الإسباني من (يورو 2016) على يد إيطاليا. أتلهف للثأر». وفاز الآزوري على المنتخب الإسباني في «يورو 2016» تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي المدير الفني السابق لإيطاليا وبهدفين سجلهما كيلليني وبيليه. وفي آخر 54 مباراة خاضها المنتخب الإسباني في تاريخ مشاركاته بتصفيات المونديال حافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم. واستدعى لوبيتيجي أندير هيريرا نجم خط وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى صفوف الماتادور الإسباني للمرة الأولى، فيما لم يستدع هذه المرة اللاعبين خوان ماتا وسيسك فابريغاس الذي خاض 110 مباريات دولية مع المنتخب.
مشاركة :