قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إن الجهود الرامية لإنهاء الحرب السورية يجب أن تستمر على الرغم من قرار واشنطن تعليق المحادثات مع موسكو “لقرارها الطائش غير المسؤول” بدعم الرئيس السوري بشارالأسد. وعلقت الولايات المتحدة المحادثات مع روسيا الإثنين فيما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا متهمة موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لوقف القتال وضمان وصول المساعدات للمناطق المحاصرة. وقال كيري في كلمة ببروكسل: “لن نتخلى عن الشعب السوري ولن نتخلى عن السعي وراء السلام، سنستمر في البحث عن وقف دائم وله معنى وواجب النفاذ للاقتتال في أنحاء البلاد، وهذا يتضمن وقف طلعات الطائرات القتالية السورية والروسية في مناطق معينة”. وأضاف أن روسيا “غضت الطرف” عن استخدام الأسد “المؤسف” لغاز الكلور والبراميل المتفجرة بصورة بشعة، وأنها تطبق سياسة الأرض المحروقة بدلا من الدبلوماسية. وقال الوزير الأمريكي مقتبساً عن المؤرخ الروماني تاسيتوس قوله “يجعلونها صحراء ويسمون ذلك سلاماً”. وقال كيري إنه لو كانت روسيا جادة بشأن السلام لتصرفت على نحو مختلف عما تفعله الآن في سوريا. وتابع قائلاً: “روسيا تعرف تماماً ما ينبغي لها فعله من أجل تنفيذ وقف (الاقتتال) وبطريقة عادلة ومنطقية”. وذكر أن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية إتاحة توصيل المساعدات الإنسانية مضيفاً أن جماعات المعارضة كانت قد أبلغت الولايات المتحدة أنها وافقت على ذلك. وقال: “لا يزال على روسيا والنظام (السوري) السماح بذلك وضمانه”. ونقلت وكالات أنباء روسية عن شريك كيري في المحادثات نظيره الروسي سيرجي لافروف قوله إن موسكو ستواصل بذل الجهود لحل الأزمة السورية على الرغم من التعليق الأمريكي للمحادثات. وذكرت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان ديميستورا قال إنه يجري “مشاورات مكثفة” بشأن المضي قدماً. ميدانياً؛ قال مقاتلو المعارضة السورية أمس إنهم صدوا هجوما شنه جيش النظام في جنوب حلب في الوقت الذي واصلت فيه طائرات روسية وسورية قصف مناطق سكنية في الأجزاء المحاصرة من المدينة حيث تقطعت السبل بآلاف المدنيين. وأضافوا أنهم ألحقوا خسائر بمقاتلين موالين للحكومة بعد ساعات من الاشتباكات على حدود منطقة الشيخ سعيد الواقعة على الحافة الجنوبية لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة. وقال مقاتل تابع لفيلق الشام المعارض ذكر أن اسمه عبد الله الحلبي إن الفصيل الذي ينتمي إليه تصدى لمحاولات التقدم صوب منطقة الشيخ سعيد وقتل 10 من المقاتلين الموالين للنظام السوري ودمرعدداً من المركبات. وقالت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة إن الجيش يواصل حملة كبرى بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة المقسمة في أعقاب انهيار وقف لإطلاق النار الشهر الماضي. ويدعم هجوم الجيش غطاءً جوياً من حكومة الرئيس بشار الأسد وحلفائها؛ أسفر عن قصف مستشفيات وتدمير بنية تحتية وسقوط مئات من الضحايا المدنيين.
مشاركة :