وعوضاً عن ذلك، تلقي وزارة الخارجية الروسية اللوم على أمريكا قائلة إن واشنطن لم تف بالتزامها، مثل التفريق بين الجهاديين والمعارضين المعتدلين. وتضيف أن أمريكا تحاول أن تعكس اللوم على غيرها. جهود الوصول إلى السلام في سوريا، تُلعب بأهداف مختلفة للطرفين، أمريكا وروسيا. هدف روسيا الرئيسي هو دعم حليفها، الرئيس السوري، بشار الأسد، إذ تراه موسكو حاجزاً يحد من انتشال التطرف الإسلامي وكفيلاً للمصلحة الروسية في سوريا. بينما تراه واشنطن بطريقة مختلفة تماماً، بأنه شخصية بغيضة تغطي يديه الدماء ويجب استبداله بشخص آخر. هذا الاختلاف حول سوريا هو جزء من علاقة أكبر بكثير بين روسيا وأمريكا وهي تزداد سوءاً شيئاً فشيء. يتضمن ذلك أيضاً اختلافهم حول أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية ونزع السلاح النووي أيضاً، إذ أعلنت روسيا مؤخراً انسحابها من اتفاق نووي أساسي مع أمريكا منذ عام 2000. وتضمن الاتفاق تدمير أطنان من البلوتونيوم المشع الذي كان من الممكن أن يُستعمل للأسلحة. التقليل من الأسلحة هو مجال كان قد اتفقت عليه روسيا وأمريكا رغم ما كان بينهما من عداء في الحرب الباردة، لكن الآن، موسكو تجعل الاتفاق ممكناً في مجالات أخرى أيضاً. إذا استمروا في اتفاق البلوتونيوم، يقول الكريملن إن على القوات والبنية التحتية الأمريكية في بعض دول الناتو أن تقلّ، وعلى جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا أن تُرفع، علماً بأن الكثير من هذه العقوبات فُرضت بسبب أوكرانيا.
مشاركة :