قالت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، إن مصر تعيش أزمة اقتصادية كبيرة، قد يكون لها عواقب وخيمة تؤثر على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وإن الأوضاع الاقتصادية زادت من موجة الغضب بين الشباب، خصوصًا مع ارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى أن قطاع السياحة في مصر يعد هو شريان الحياة للاقتصاد القومي، إلا أنه مازال يعانى بعد الطفرة الكبيرة التي شهدها في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حسبما ذكرت الصحيفة. وأشارت انترست إلى أن عدم الاستقرار الأمني في شبه جزيرة سيناء، كان له بالغ الأثر في تراجع معدلات السياحة المصرية، خصوصًا بعد انفجار الطائرة الروسية أواخر العام الماضي، قبالة منتجعات شرم الشيخ، لتنخفض معها معدلات السياحة بنسبة 15٪ خلال عام 2015، وتسفر عن خسائر تقدر بمليارات الدولارات لواحدة من أهم مصادر الدخل القومي المصري. وتابعت الصحيفة «إن حياة المصريين العادية، أصبحت أكثر كلفة عن ذي قبل، بعد تضاعف معدلات التضخم، والذي يقدر حالياً بـ15.5٪، كما شهدت أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية والمشروبات ارتفاعا بأكثر من الثلث، ما دفع الحكومة لمحاولة التدخل ودعم السلع الأساسية كالسكر والأرز واللحم». وأضافت انترست أن التدخل الحكومي لدعم السلع الأساسية، دفعها لاستنزاف الاحتياطي من النقد الأجنبي، لتصل قيمته 15.6 مليار دولار، بعد أن كان يبلغ قيمته 33 مليار دولار بنهاية عام 2010، وهو ما يعني ببساطة، أن «الحكومة المصرية تأكل نفسها من أجل البقاء». وأشارت إلى أن ارتفاع معدلات البطالة والخطر الذى يهدد الشباب، لا يمثل تهديدًا لمصر وحدها، بل المنطقة بالكامل، خصوصاً مع استغلال الجماعات الإسلامية المتطرفة ظروف الشباب المادية الصعبة لتجنيدهم. وأكدت الصحيفة أن هذا الأمر يشكل كابوسًا مزعجًا للحكومة المصرية التى تبذل قصارى جهدها لإجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة وتنويع مصادر الطاقة وتشغيل الشباب. وتابعت أن الحكومة المصرية وجدت الحل فى الاقتراض من صندوق النقل الدولى، وهو ما تم الاتفاق عليه فى شهر أغسطس الماضى، على أن يتم منح مصر حوالى 12 مليار دولار على 3 سنوات، من أجل تحفيز الاقتصاد وزيادة ثقة المستثمرين، واستغلال هذه الأموال فى المشروعات القومية الكبرى. ولفتت الصحيفة إلى أن مصر قد تعود لمكانتها المستحقة بين المستثمرين مرة أخرى، ولكن مع ضرورة تغيير بعض السياسات الاقتصادية. http://nationalinterest.org/feature/egypts-economy-big-trouble-17863
مشاركة :