بانيد... ضحية «القرار الصائب» - رياضة محلية

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

قرار نادي الكويت الاستغناء عن خدمات مدرب فريق كرة القدم الفرنسي لوران بانيد، يعتبر صائباً مئة في المئة. البعض قد لا يعجبه القرار، ويعتبره متسرعاً نوعاً ما في بداية الموسم، خصوصاً أن المدرب تولى القيادة في ثلاث مباريات فقط، ففاز على القادسية 3-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في كأس «السوبر»، ثم حقق فوزاً صعباً على الصليبخات 2-1 في انطلاق «دوري فيفا» في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل ضائع، ثم جاء التعادل المخيب مع اليرموك 1-1 في الدوري أيضاً، والذي كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير». قرار صائب لا جدال فيه، فالإقالة ترتبط بنتائج ترافقت مع اداء فني غير مقنع تجلى بوضوح امام اليرموك. نذكّر كل من سيقوم بمهاجمة إدارة «العميد» في الخفاء أو العلن على خلفية قرار إقالة بانيد، وكل من سيبدي تعاطفاً معه ويصنف قرار التخلي عنه ضمن عادات دول الخليج في التعامل مع المدربين الأجانب في حال الخسارة، بأن ريال مدريد الإسباني، استغنى عن خدمات الإيطالي الشهير فابيو كابيللو بعد نهاية الموسم الذي قاد فيه «الملكي» الى التتويج بلقب الـ «ليغا». إقالة كابيللو لم تأتِ بحجة عدم تحقيق الألقاب، لكن بسبب أن الفريق لم يقدم العروض الفنية التي تطرب جماهيره، بعد التعاقد مع نجوم كبار سعياً من الإدارة لإيجاد توليفة تجمع بين الأداء الممتع والنتائج المبهرة، وهو ما عجز عنه كابيللو. إدارة «الكويت» استشفت مبكراً أن بانيد في طريقه الى هدم كل ما تم بناؤه، فالأداء المتواضع والنتائج الخجولة لم تبشر بمستقبل جيد على الرغم أن الإدارة وفرّت له كل سبل النجاح منذ ان تعاقدت معه، بداية من المعسكر التدريبي النموذجي في تركيا، مررواً بالتعاقد مع محترفين مميزين، فضلاً عن العناصر المحلية التي لا تقل شأناً عنهم. كل تلك العناصر الإيجابية كفيلة في أن تضع البطولات المحلية في «جيب العميد»، لكن ما ظهر عليه «الأبيض» في أول ثلاث محطات مع بانيد كانت مخيفة للجماهير البيضاء، فقد ظهر الفريق في حالة فنية يرثى لها. لم تنتظر إدارة «الأبيض» أن يزداد الحال سوءاً، خاصة أن البطولات المحلية ما زالت في بدايتها، وطرق العلاج سهلة، بعد وضوح التشخيص الذي اظهر ان بانيد هو «الداء» الذي يجب علاجه فوراً، قبل أن ينتشر في الجسد برمّته. اتخاذ القرارات الحاسمة لا تجدها إلا في نادي الكويت، وغالباً ما تكون صائبة وفي الوقت المناسب. لا تهتم الادارة بخسارة مادية إزاء فسخ أي عقد، فالمهم هو تعديل المسار بشكل يخدم «القلعة البيضاء» التي اعتادت على تحقيق الانجازات، ولا يمكن أن توافق على العودة الى سنوات عجاف عانت منها طويلاً. رأس بانيد ولا رأس الفريق، الذي جهدت الإدارة في بنائه خلال السنوات الماضية. «ابن النادي» المدرب محمد عبدالله سيكون أفضل من بانيد، معنوياً وفنياً، وقد تحمل الأيام المقبلة تعيين مدرب لن يقل مكانة عن «الفرنسي الراحل».

مشاركة :