مأساة المهاجرين الحالمين ببلوغ أوروبا مستمرة عبر ليبيا

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتكثف سفن الإنقاذ في البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية، حيث تم إنقاذ أكثر من عشرة آلاف و600 مهاجر خلال 48 ساعة، لكن حلم الوصول إلى أوروبا لا يزال شديد الخطورة ويحصد ضحايا باستمرار. وتواجد مصور وكالة فرانس برس اريس ميسينيس على متن سفينة الإنقاذ أسترال، التابعة لمنظمة «بروأكتيفا أوبن آرمز» الخيرية الإسبانية، أثناء جهودها الصعبة لمساعدة عدد من اللاجئين الذين كانوا على متن قارب مطاطي مكتظ وسفينة خشبية كبيرة وهم في وضع خطر قبالة الساحل الليبي. واستمرت عملية إنقاذهم من الفجر حتى وقت متأخر مساء الثلاثاء. ونقل مئات من المهاجرين، معظمهم من الأفارقة، إلى بر الأمان، إلا أن العشرات قضوا بطريقة مؤلمة سواء اختناقا نتيجة الدخان السام، أو سحقا تحت الأجسام بسبب حالة الفزع، حيث قتل 29 بهذه الطريقة في قارب مطاطي واحد. وقال ميسينس: إنه بعد إجراء عملية إحصاء نهائية الأربعاء، بلغ عدد القتلى 32 شخصا، وعكست صوره مجموعة من المشاعر التي تسببت بها هذه المأساة. ومن بين أكثر الصور بشاعة، تلك التي يظهر فيها الناجون وهم يحاولون عدم الدوس على جثث رفاقهم في القارب نفسه، أثناء خروجهم إلى بر الأمان. وفي الماء يمسك رجل إفريقي بقوة ويأس عوامة رماها له أحد المنقذين، ويحاول أن يرفع ساقه النحيفة ليساعد بها أحد المهاجرين الآخرين الذي يتخبط في الماء بيأس على بعد متر منه. وتكشف صور أخرى عن وجود العديد من الأطفال الصغار على متن القوارب، وظهر أحدهم وهو يبكي ربما بسبب شعوره بالخطر المحدق، بينما بدا آخرون غير آبهين وغير مدركين لما يجري حولهم. ورفع أحد المهاجرين واحدا من الأطفال فوق الحشد، وكأنه يقدمه قربانا لله. يقول ميسنيس: «لا بد أن عدد من كانوا على متن القارب الخشبي الكبير لا يقل عن ألف شخص توزعوا على ثلاثة طوابق». وأضاف: «لقد ركبت القارب وشاهدت حالة من الرعب المطلق، فقد كان البعض يقفزون في الماء، وآخرون يحاولون الخروج من الطبقة السفلى من القارب». وقال حرس السواحل الإيطالي: إنه نسق 33 عملية إنقاذ مختلفة الثلاثاء، وأنه أنقذ 4655 شخصا، ما يرفع عدد من تم إنقاذهم خلال يومين إلى عشرة آلاف شخص. تم انتشال تسع جثث على الأقل الاثنين، وأبلغ حرس الحدود الليبي عن غرق قارب آخر قتل فيه 11 شخصا. وأكدت أحداث الثلاثاء الضغوط الشديدة التي يمكن أن تتعرض لها بسهولة أجهزة الإنقاذ والبحث المتعددة الجنسيات قبالة السواحل الليبية. وكانت سفينة أسترال تعمل وحدها لساعات بعد رصدها القوارب المنكوبة. ولم تتمكن السفينة، وهي عبارة عن يخت صغير تم تحويله إلى سفينة إنقاذ، من المخاطرة بالاقتراب كثيرا من القوارب المنكوبة، خوفا من أن يؤدي تدافع المهاجرين المذعورين إلى انقلابها أثناء محاولتهم الصعود إليها مرة واحدة. ولم تحصل أسترال على المساعدة سوى عند منتصف النهار، بوصول سفينة تابعة للبحرية الإيطالية، لكن الوقت كان قد فات لبعض الضحايا، ولم تنتهِ العملية سوى بعد الساعة العاشرة مساء. وذكر حرس السواحل الإيطالي ومنظمة «أطباء بلا حدود» الخيرية الأربعاء، أن أربع نساء حوامل كن من بين الناجين الذين أنقذوا، أنجبن في الطريق إلى الموانئ الإيطالية. وقد ازدادت أعداد النساء الحوامل اللواتي يجازفن بالهجرة بشكل كبير هذا العام، وقد سبق أن أنجبن بعد فترة قصيرة من وصولهن إلى الأمان على قوارب النجاة.;

مشاركة :