عرض ثلاثي الأبعاد للملك؛ صناعة السينما

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

لأكثر من ثلاثين عاما ونجم الأفلام الأميركية، واسع الشهرة، توم هانكس ينتقل من قضية إلى قضية، ومن بلد إلى بلد، ومن قصة إلى أخرى. النجم الستيني الناضج، بقرابة الأربعين فيلما، تجاوز دخل بعضها المليار دولار، وقائمة بالعديد من جوائز الأوسكار والجولدن جلوب، صارت بعض العبارات من أفلامه علامات لاصقة وأماكن عامة، مثل مطعم "Run Forrest Run" في ولاية ميامي، والعبارة من فيلم "Forrest Gump"، وكرات طائرة تسمى بنيلسون، ويرسم عليها نفس الوجه، كما في "Castaway". توم هانكس أيضا، وبعد فيلم عن حرب الفيتنام، وآخر عن حرب أفغانستان، وثالث عن قراصنة الصومال، قدم في أبريل الماضي من هذا العام 2016 فيلما عن السعودية "A Hologram For the King: صورة ثلاثية الأبعاد للملك"، البعض ترجمه بـ"عرض للملك"، وبعد 6 أشهر وبالنسبة لمتابعي السينما من السعوديين، فقد كان الفيلم، في جزء كبير منه، مخيبا إلى أقصى حد. مادة الفيلم قامت على رواية للكاتب ديف إيجرز، بالاسم نفسه، وإخراج توم تيكفر، يحكي عن رجل أعمال يعمل لصالح شركة آلان كلاي، وفي مهمة يقوم بها رجل الأعمال هذا، سيسافر إلى المملكة العربية السعودية، ليقدم عرضا لبيع نظم ثلاثية الأبعاد. يحكي المخرج عن اختياره "هانكس" بالذات: "لقد اخترت الممثل الأكثر خبرة لتجسيد الدور، فهو مستعد للذهاب إلى أي مكان في العالم لتجربة شيء جديد، ولرؤية ما يمكنه فعله. هل يجب علينا تجربة هذا؟ هيا لنذهب إلى هناك. هل أنت موافق؟ نعم، دعنا نذهب، لم أفكر أبدا في هذا من قبل". في السعودية بالتأكيد الكثير من الأخطاء، لكن الفيلم من أوله إلى آخره يظهر البلد في نمط بالغ التردّي، وعلى نحو أبعد ما يكون عن الواقع؛ إنه مكان شديد التخلف، ليس هناك سوى الإعدامات وقطع الأيادي، والشباب غارقون في ممنوعات فظيعة تدفع بهم إلى الانتحار، والمجتمع عبارة عن كومة بشرية من الخراب الأخلاقي، لا يمكن الثقة بها، ترزح في بقعة مجردة من حداثة العالم، غارقة في الكثبان والنفاق والكذب والعنف وعدم الاكتراث بالوقت. حسنا، هذا عرض آخر، عرض مهم وقديم وطويل، وشديد الإلحاح: السينما قوة لا يستهان بها، إنها تغيّر مواقف وسياسات البلدان إزاء قضايا العالم، والأمثلة كثيرة، وتصنع ثقافات الشعوب وترسم صورتها، والأمثلة لا تحصى، ولم يعد بالإمكان تجاهل فشلنا الثقافي، والهرب إلى الأمام، وهذا واقع يكبر يوما بعد يوم. حسنا، أينها صناعة السينما ودُورها؟ إن مطلبا كهذا يدعو بالفعل إلى الخجل، ومن زاوية ما؛ من يلوم هانكس!.

مشاركة :