«ياهو» تجسّست على عملائها لمصلحة الاستخبارات الأميركية

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مصادر مطلعة في «ياهو» أن الشركة صمّمت سراً العام الماضي برنامجاً مخصصاً للبحث في كل رسائل البريد الإلكتروني الواردة لعملائها، بحثاً عن معلومات محددة بطلب من مسؤولين في الاستخبارات الأميركية. وقال ثلاثة موظفين سابقين وشخص رابع مطلع على الأحداث إن الشركة التزمت الطلب السري للحكومة الأميركية وقامت بفحص مئات الملايين من حسابات «ياهو» للبريد الإلكتروني، بناء على طلب من «وكالة الأمن القومي» أو«مكتب التحقيقات الاتحادي» (إف بي آي). وأشار بعض خبراء المراقبة إلى أن هذه الحال الأولى التي تظهر موافقة شركة إنترنت أميركية على طلب لوكالة استخبارات للبحث في كل الرسائل الواردة، بدلاً من فحص الرسائل المخزنة أو فحص عدد محدد وقليل من الحسابات. ومن غير المعروف ما هي طبيعة المعلومات التي كان مسؤولو المخابرات يبحثون عنها، إذ طلبوا من «ياهو» البحث عن مجموعة أحرف معينة، أي عبارة محددة في رسالة أو في ملف مرفق معها، بحسب المصادر. ولم يتسن تحديد البيانات التي قد تكون «ياهو» سلمتها إذا تم ذلك، أو إذا قام مسؤولو الاستخبارات بالتواصل مع شركات أخرى لخدمات البريد الإلكتروني بطلبات مماثلة. وقال الأشخاص المطلعون على الأمر إن طلب بحث حسابات البريد الإلكتروني في الشركة جاء في شكل منشور سري أرسل للفريق القانوني في الشركة. وبحسب موظفين سابقين اثنين لدى «ياهو»، فإن قرار الرئيسة التنفيذية للشركة ماريسا ماير الانصياع للتوجيهات أزعجت كبار المسؤولين التنفيذيين، وأدت إلى استقالة رئيس «أمن المعلومات» في الشركة أليكس ستاموس في حزيران (يونيو) 2015، والذي يتولى الآن المنصب ذاته في «فايسبوك». وقالت «ياهو» في بيان مقتضب رداً على أسئلة حول القضية إن «ياهو شركة تلتزم القانون وتمتثل لقوانين الولايات المتحدة»، ممتنعة عن الخوض في مزيد من التفاصيل. ورفض ستاموس إجراء مقابلة عبر ناطق باسم «فايسبوك». وأحالت «وكالة الأمن القومي» الأسئلة إلى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الذي رفض التعقيب. ورجح خبراء أن تكون «وكالة الأمن القومي» أو «إف بي آي» قدم طلبات مماثلة لشركات الإنترنت لأن من الواضح أنهما لا يعرفان حسابات البريد الإلكتروني التي يستخدمها الهدف. وتتقدم «وكالة الأمن القومي» عادة بطلبات مراقبة محلية عبر «إف بي آي»، لذلك من الصعب معرفة من هي الوكالة التي تحتاج المعلومات. وقالت شركتا «ألفابت» (الشركة القابضة لغوغل) و«مايكروسوفت»، وهما شركتا البريد الإلكتروني الرئيستان في الولايات المتحدة إنهما لم تقوما بعمليات بحث مماثلة في رسائل البريد الإلكتروني. وقال ناطق باسم «غوغل» في بيان: «لم نتلق مثل هذا الطلب قط لكن إذا حدث فسيكون ردنا بسيطاً: لا يمكن». وقال ناطق باسم «مايكروسوفت» في بيان: «لم نشارك مطلقاً في فحص سري لحركة البريد الإلكتروني مثلما ورد في شأن ياهو اليوم». ورفضت الشركة التعقيب عما إذا كانت تقلت مثل هذا الطلب.

مشاركة :