متحف دبابات «أبو عطوة».. وثيقة انتصار معركة الكرامة

  • 10/7/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: ياسين محمد بدأ ثلاثة أطفال في اللعب على قاعدة دبابة حربية مدمرة، بقيت في ساحة متحف مفتوح بقرية صغيرة على بعد 5 كيلومترات من ضفة قناة السويس، حيث دارت معارك حرب أكتوبر1973، عندما شهدت قرية أبو عطوة، إحدى قرى محافظة الإسماعيلية، آخر معارك حرب أكتوبر بين كتيبة صاعقة مصرية، وكتيبة مدرعة إسرائيلية، تسللت إلى الضفة الغربية لقناة السويس، استهدفت الوصول لقيادة الجيش الثاني، في واقعة اشتهرت باسم ثغرة الدفرسوار، قبل أن تنجح الصاعقة المصرية والمقاومة الشعبية في حسم المعركة. عبد الله ومحمد وإبراهيم، ثلاثة أطفال، كانوا يتبارون في مهارة التعلق في ماسورة دبابة خضراء كبيرة، احتفظت بهيكلها الخارجي سليماً، وثبت جنزيرها بقواعد خراسانية في متحف الدبابات، حيث تروي جدارية ونصب تذكاري أسماء جنود مصريين، استشهدوا في المعركة قبل 43 عاماً. الأطفال الثلاثة لم يعرفوا سبب وجود الدبابات بجوار منزلهم، فلم يحك لهم أحد عن سبب وجودها، لكنهم يحبون اللعب حولها، حتى في أيام عيد الأضحى، حين لم يخرجوا مع أسرهم إلى الحدائق أو الشواطئ. إبراهيم طفل في العاشرة من عمره، قال إنه لم يسأل والده عن سبب وجود دبابات محطمة هنا، لكنه يعرف عن حرب أكتوبر، من خلال حديث المدرسين في المدرسة القريبة من موقع متحف الدبابات. المتحف أنشئ حول خمس دبابات إسرائيلية، تحطمت في معركة حسمتها القوات المسلحة المصرية، وقوات الدفاع الشعبي، في التصدي لفرقة إسرائيلية، تقدمت في محاولة لقطع طريق القاهرة- الإسماعيلية، ومحاصرة مدينة الإسماعيلية لتحقيق نقطة تفاوض معنوية، قبل قرار وقف إطلاق النار من مجلس الأمن بالأمم المتحدة، ومفاوضات الكيلو 101، إلا أن المعركة استمرت حتى 26 أكتوبر. الأطفال الثلاثة يدرسون في المدرسة الابتدائية القريبة من المتحف، يتذكر أكبرهم أن مدير المدرسة حكي لهم عن معركة نشبت هنا قبل 43 عاماً، وتركت الدبابات هنا للتحول إلى مزار سياحي، لكن الأطفال لا يرون أي سياح يأتون لزيارة المتحف المفتوح، دائماً أمامه و أمام أصدقائه، الذين يحبون اللهو على الدبابات. آخر الزيارات الرسمية للمتحف، كانت عام 2008 تقريباً، حين زار المنطقة وفد إسرائيلي، برفقة المخابرات الحربية المصرية، للبحث عن رفات جنود لقوا مصرعهم في معركة الدبابات، لكنهم لم يجدوا شيئاً، وأثير جدل في الأوساط السياسية بالمدينة، بسبب أعمال التنقيب في فناء مدرسة ثانوية، للبحث عن رفات الجنود الإسرائيليين، وقتها. ينقسم المتحف إلى نصفين على جانبي طريق قديم، يربط بين محافظتي السويس والإسماعيلية، وشهد معارك متفرقة بين قوات إسرائيل، وقائدها أرييل شارون الذي أصبح رئيساً لوزراء لاحقاً، وبين قوات الدفاع الشعبي والصاعقة المصرية، ويتوسط المتحف نصب تذكاري رخامي، نقش عليه أسماء جنود وضباط استشهدوا في المعركة، وبجوار النصب عرضت أسلحة خفيفة، استخدمها الجنود والمقاومة الشعبية لصد الدبابات.

مشاركة :