شهدت القيمة السوقية للأسهم المحلية خلال الأسبوع الماضي انخفاضاً بنحو 16.5 مليار درهم، منهية تداولات جلسة نهاية الأسبوع عند 760.4 مليار درهم، مقارنة مع 776.9 مليار درهم نهاية الأسبوع السابق. 524 مليون درهم قيمة مشتريات الأجانب في سوق دبي بلغت قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم في سوق دبي المالي خلال الأسبوع الماضي 524 مليون درهم، فيما وصلت قيمة مبيعاتهم إلى 595.2 مليون درهم، ليصبح بذلك صافي الاستثمار الأجنبي 71.2 مليون درهم كمحصلة بيع. وأفاد بيان صحافي صدر عن سوق دبي المالي، أمس، بأن نسبة مشتريات الأجانب من الأسهم خلال الأسبوع الماضي، بلغت 45.4% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين وصلت نسبة مبيعاتهم إلى 51.5% من إجمالي قيمة المبيعات. وأوضح أن قيمة الأسهم المشتراة من المستثمرين المؤسساتيين خلال الأسبوع بلغت نحو 320.6 مليون درهم، بنسبة 27.8% من إجمالي قيمة التداول، وفي المقابل بلغت قيمة الأسهم المباعة من قبلهم نحو 513.7 مليون درهم بنسبة 44.5%، ليصل بذلك صافي الاستثمار المؤسسي خلال الفترة إلى نحو 193.1 مليون درهم كمحصلة بيع. وقال خبيران ماليان إن الأداء المتراجع لأسواق المال المحلية خلال الأسبوع الماضي، وعلى مدار أربع جلسات متتالية، يعود إلى العامل النفسي للمستثمرين تأثراً بتراجع السوق السعودي، الذي يعد الأكبر على مستوى المنطقة، والمتراجع على مدار 10 أسابيع، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن العوامل الداخلية الاقتصادية لم تشهد أي مستجدات، كما أنه لم يبدأ بعد إفصاح الشركات عن نتائج الربع الثالث، فضلاً عن الأداء الإيجابي للأسواق العالمية، وتماسك أسعار النفط عند 52 دولاراً للبرميل، بعد اتفاق اجتماع الجزائر. لكن الخبيرين اتفقا على أن عدم وجود عمليات بيع كثيفة يعد أمراً إيجابياً، خصوصاً بعد أن كسرت المؤشرات نقاط دعم مهمة، لافتين إلى أنه مع ذلك لم يكن هناك بيع جماعي أو زيادة في أحجام التداولات. وتفصيلاً، أظهرت البيانات الصادرة عن سوقي «دبي المالي» و«أبوظبي للأوراق المالية»، تراجعاً في القيمة السوقية للشركات المدرجة خلال الأسبوع الماضي بنحو 16.5 مليار درهم، منهية تداولات أمس عند 760.4 مليار درهم، مقارنة مع 776.9 مليار درهم نهاية الأسبوع السابق، فيما شهدت الأسواق تداول مليار سهم، بقيمة إجمالية بلغت 1.7 مليار درهم. وخلال أربع جلسات متتالية، الأسبوع الماضي خسر مؤشر سوق دبي 120 نقطة، أدت إلى تراجعه بنسبة 3.5%، منهياً تعاملات أمس عند مستوى 3354.63 نقطة، مقارنة مع إغلاق بمستوى 3474 نقطة نهاية الأسبوع السابق. أما مؤشر سوق أبوظبي فهبط بنحو 104 نقاط تعادل نسبة 2.3%، مغلقاً عند 4389.6 نقطة، مقابل مستوى 4476 نقطة نهاية الأسبوع السابق. إلى ذلك، قال المحلل المالي، وضاح الطه إن «الأداء المتراجع للسوق المحلي يعود بالدرجة الأولى للعامل النفسي للمستثمرين تأثراً بتراجع السوق السعودي، الذي يعد الأكبر في المنطقة العربية، والذي جاء نتيجة للإجراءات التقشفية التي اتخذها مجلس الوزراء السعودي»، موضحاً أنه «لا توجد عوامل داخلية مباشرة، سواء على مستوى المؤشرات الاقتصادية أو حتى على مستوى نتائج الشركات للربع الثالث، التي لم تبدأ إفصاحاتها بعد، إضافة إلى تماسك سعر النفط عند مستويات مقبولة بعد اتفاق اجتماع الجزائر». وأضاف الطه أن «أداء الأسواق العالمية كان إيجابياً، ومعه أسعار النفط، ما يعني غياب الارتباط بهذين العاملين مع الأسواق المحلية»، لافتاً إلى أن «عدم وجود عمليات بيع كثيفة يعد أمراً إيجابياً، خصوصاً بعد أن كسرت المؤشرات نقاط دعم مهمة». من جهته، قال المحلل المالي في شركة الأنصاري للخدمات المالية، عبدالقادر شعث، إنه «على مدار أربع جلسات خلال الأسبوع الماضي، كان الانخفاض هو العنوان الأبرز في أداء الأسواق، نتيجة التأثر السلبي بأداء السوق السعودي، ومن ورائه القطري، ما جعل العامل النفسي للمستثمرين يميل إلى البيع، فضلاً عن وجود عمليات تخارج واضحة لبعض المحافظ الأجنبية من أسواق المنطقة تأثراً بالأحداث الجيوسياسية». وذكر شعث أن «أسواقنا المحلية تفاعلت عكسياً مع أداء الأسواق العالمية، الذي جاء إيجابياً مع ارتفاع أسعار النفط عند 52 دولاراً للبرميل، والذي يعد الأعلى خلال الأشهر الستة الماضية». وأوضح أن «ما أسهم في زيادة تأثير العامل النفسي السلبي في الأسواق المحلية كسر المؤشرات لمستويات دعم مهمة باتجاه الهبوط، ما أوجد حالة من الخوف وعدم الثقة»، مشيراً إلى أن «الأمر الإيجابي في الأداء هو غياب عمليات البيع الكثيفة التي توحي بوجود هلع أو خروج جماعي، بدليل أن أحجام التداول على مدار الأربع جلسات جاءت متواضعة في كلا السوقين». وأضاف شعث أن «هناك عدم تفاؤل بنتائج الشركات المرتقب صدورها، خصوصاً في ظل تراجع أداء القطاع العقاري، ما يمثل ضغطاً إضافياً على نفسية المستثمرين خلال الفترة المقبلة».