حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، روسيا اليوم الجمعة على استخدام نفوذها على الحكومة السورية لإنهاء القصف المدمر لحلب، كما فتحت حكومتها الباب أمام إمكانية فرض عقوبات على روسيا لدورها في الصراع. وفي واحد من أشد تصريحاتها حتى الآن، قالت ميركل، إنه لا يوجد في القانون الدولي ما يبيح قصف المستشفيات، وإن موسكو يجب أن تستخدم نفوذها على الرئيس بشار الأسد، لوقف قصف المدنيين. وقالت لحزبيين في مدينة مجدبورج، «لروسيا كثير من النفوذ على الأسد. لابد أن نوقف هذه الجرائم الفظيعة». وأضافت دون أن تتحدث مباشرة عن فرض عقوبات، أن على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما بوسعه لوقف القتال وتسليم المساعدات للمدنيين. ورفض شتيفن زايبرت كبير المتحدثين باسم ميركل في مؤتمر صحفي، استبعاد إمكانية فرض عقوبات على روسيا لدورها في الصراع، لكنه قال، إن الأولوية القصوى لألمانيا لا تزال وقف إطلاق النار، وتسليم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين. وقال زايبرت، إن مسؤولين غربيين ناقشوا الصراع السوري في برلين يوم الأربعاء، وإن المناقشات لا تزال مستمرة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية للصحفيين يوم الأربعاء، إنه لا توجد مقترحات رسمية لفرض عقوبات على روسيا لدورها في سوريا، لكن الاهتمام تزايد بالعقوبات في الأيام الماضية. القتال في حلب .. وصعدت قوات الحكومة السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي هجوما على المناطق الخاضعة للمعارضة في مدينة حلب. ويقول متابعون للحرب، إن مستشفيات تعرضت للقصف كما تضررت إمدادات المياه بالمدينة في أشد أعمال القصف فتكا في الصراع الدائر منذ نحو ست سنوات. وخاضت القوات الحكومية قتالا شرسا مع المعارضة في جنوب المدينة اليوم الجمعة. وتقول موسكو ودمشق، إنهما تستهدفان المتشددين فقط، وتنفيان قصف المستشفيات. ودعا نوربرت روتجين، وهو عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، اليوم الجمعة، إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب دورها في القصف في سوريا. وجاءت تصريحاته لصحيفة «زودويتشه تسايتونج» بعد يومين من دعوة إلمار بروك، وهو عضو آخر في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وعضو في البرلمان الأوروبي، إلى فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على روسيا. وقال روتجين، «غياب العواقب والعقوبات عن أخطر جرائم الحرب سيكون فضيحة»، مضيفا، أن الإجراءات العسكرية ستكون النهج الخاطئ. وحث زايبرت روسيا وإيران باعتبارهما أكبر داعمين للرئيس السوري بشار الأسد، على استخدام نفوذهما لوقف تصعيد العنف في سوريا، والسماح بتسليم الإمدادات الإنسانية للمدنيين. وقال دبلوماسي أوروبي كبير، إن فرض عقوبات جديدة على روسيا يمكن أن يكون صعبا لأبعد حد. ويطبق الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا لدورها في نزاع أوكرانيا. وقالت إيطاليا ودول أخرى في الاتحاد، إنه يجب تخفيف تلك العقوبات، لكن احتمالات ذلك ضعفت تماما بسبب الصراع السوري.
مشاركة :