«صدقة» الـ 75 ليتراً - مقالات

  • 10/8/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعتقد أحداً سيتردد بالقول إن الاتفاق الحكومي - ‏‏النيابي على «صدقة» الـ 75 ليتراً، هو أقل من حق. الأمر لا يتعلق، إن كانت الحكومة ستُساعد الشعب ام لا، بل الأمر بأكمله ضربة موجعة لشخصية الشعب الكويتي. الشعب لا شك بأنه مُلام ومُدان كونه قادراً أن يأتي بأفضل من بعض النواب والحكومة، لكن ما العمل وهو المتسبب الرئيسي في ما يحصل على رأسه! لا شيء في البحث عن بدائل للترشيد وللدخل، فعمل كهذا منطقي جداً وصحيح وتفعله كل الحكومات والمجالس في العالم. ونحن في الكويت، قد نكون أحوج من بقية الدول، كوننا نعاني من اختلالات واضحة في الدخل والإنفاق. الشعب مُرفه للآخر ودائما يسأل عن المزيد من دون أن يقبل على نفسه ما هي انتاجيته في العمل. وطبعاً يحصل كل ذلك مقابل تناقص وانكماش واضح في الدخل بسبب تدهور السوق النفطية، تارة بسبب انهيار الأسعار العالمية، كونها أصبحت سلعة عسكرية تُستخدم في حروب المنطقة البينية، وتارة أخرى بسبب صعود نجم بدائل الطاقة المتجددة منها وغير المتجددة، وتارة ثالثة بسبب الإهمال الواضح من جميع الأطراف بالاستفادة من وقت الرخاء والاعداد لأوقات الازمات والتحديات كالتي نعيشها اليوم. ما يعنينا الآن من هذا الكلام، أن الحكومة والمجلس اتفقا بعد الشد والجذب على رفع الدعم ومساعدة المواطن بهذا الشكل. الأمر المُزعج أن التعامل مع هذه الأزمة وكأنها قضية استجداء أحد المعوزين ممن ارتمى في حضن فاعل خير، فتصدق الثاني عليه بعطية كي يخفف عنه عبء الحالة الاقتصادية. هذا الشكل من التعامل مع المواطن هو بالضبط ما يحصل هنا. ما ينبغي أن يكون، اجتماع عاجل لأصحاب الاختصاص من الاقتصاديين وممثلي البنك المركزي والمالية لوضع الخطط الاقتصادية الصحيحة، لا أن يجتمع نواب مع رموز في الحكومة ثم يزفون إلينا، بشرى الـ 75 ليتراً! المسألة ليست فزعة وتفضل، الأموال للشعب والمفروض أن المجلسين يديرون شؤون البلد بعقلية مهنية وسياسية ويضعون الحلول العلمية لا بهذا الشكل. أتذكر أن طبيبة في مستوصف بيان الجديد اشتكت لي من نقص حاد في عيادات الأسنان وأنهم يفتقرون إلى صيانة أجهزتهم (أو كالعادة سرقة الشركات للمال العام بذريعة مناقصة) التي لا تعمل باليوم لأكثر من ساعتين بسبب خرير الماء من السقف وتبرع إحدى مريضاتها بالمناديل الورقية وتشقق الجدران والسيراميك، كل هذا والمبنى جديد. فالمشاريع التنموية والتشريعات القانونية وإصلاح الاختلالات الاقتصادية كسعر البنزين وصدقة الـ 75 ليتراً كحال مستوصف بيان وشوارع الكويت ورياضتها ومطارها و«بعض نوابها»! hasabba@

مشاركة :