تفيد مصادر مقربة من رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، أن أموره ليست ميسرة مثلما أفادت تقارير صحافية في الشهر الماضي، وأنه مصاب بخيبة أمل من الطريقة التي تم استقبال الناشرين لمشروع نشر كتاب مذكراته عن الفترة التي قضاها في رئاسة الوزراء، حيث كان يأمل بالحصول لقاء بيع حقوق نشر الكتاب على مبلغ أكثر من الـ 4.6 مليون جنيه إسترليني الذي حصل عليه رئيس الوزراء السابق توني بلير لقاء بيعه حقوق نشر مذكراته، لكن وفقاً لمصدر مقرب من كاميرون رفضت دور النشر شراء حقوق نشر مذكراته بهذا المبلغ وأن المفاوضات ما تزال جارية مع الناشرين وتتراوح بين 500 ألف و800 ألف جنيه فقط. وأكد المصدر إن كاميرون وظف إد فيكتور، وكيل المؤلفين البريطاني المعروف، لإجراء المفاوضات مع الناشرين، وأنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن توقيع العقد بين كاميرون وإحدى دور النشر العالمية الكبيرة على هامش معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت في ألمانيا بعد أسبوعين. ووفقاً لمعلومات مصدرها خبراء في تجارة النشر والكتب، يعود سبب عدم حظيان كاميرون بعرض جيد لشراء مذكراته إلى كونه شخصية غير معروفة جيداً في الولايات المتحدة التي تُعتبر السوق الأكبر في العالم لمبيعات الكتب باللغة الإنكليزية، علاوة على أن كاميرون فقد شعبيته تدريجياً على الساحة الأوروبية ووجه فشله في إقناع البريطانيين بالاحتفاظ بعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ضربة قاضية لهذه الشعبية، ما دفع دور النشر إلى التردد في دفع مبالغ كبيرة لشراء حقوق نشر المذكرات. يشار إلى أن كاميرون استدان من أحد المصارف مبلغاً زاد عن 4 ملايين جنيه، قبل تنحيه عن رئاسة الوزراء، ويُعتقد أنه فعل ذلك وهو مطمئن إلى أنه سيبيع مذكراته بمبلغ يغطي قيمة ذلك القرض، فاكتشف أن الرياح لم تأت بما يشتهي. وجاء الكشف عن تعثر المشاريع الشخصية لكاميرون وسط جدل أثاره تغيُّبه عن المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي اختتم أعماله أول من أمس في مدينة بيرمنغهام وجرى فيه تتويج تيريزا ماي رئيسة للحزب خلفاً لكاميرون. وتعمّد كاميرون الظهور في لندن أثناء انعقاد المؤتمر، حيث شوهد مجتمعاً مع أحد رجال الأعمال في ناد في حي ماي فير يوم الأثنين الماضي وفي اليوم التالي رافق ابنته ليوصلها إلى مدرستها الابتدائية في غرب لندن، وتوقف عند أحد الأكشاك لشراء كوب من القهوة وسُمع وهو يتحدث مع إحدى الزبائن حول جودة نوع القهوة المستخدم في ذلك المقهى. وللتخفيف من حدة الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب غيابه عن المؤتمر سارع كاميرون إلى تنظيم جولة في ويتني، دائرته الانتخابية القريبة من أكسفورد، لدعم روبرت كورتس، مرشح حزب المحافظين في الانتخابات الفرعية التي ستُجرى في 20 أكتوبر الجاري لاختيار ممثل عن الدائرة في مجلس العموم، مع العلم أن ويتني دائرة مضمونة تماماً لحزب المحافظين الذي يفوز مرشحوه فيها عادة بنسبة تزيد عن 60 في المئة من الأصوات، وأن فترة الأيام الأربعة التي ينعقد فيها مؤتمر الحزب لا تجري فيها عادة نشاطات من هذا النوع، وكان من الواضح أن الجولة التي جرت الأربعاء الماضي، رُتبت بهدف إظهار أن كاميرون تغيّب عن المؤتمر لانشغاله في أمور مهمة للحزب وليس لخلافات حزبية. لكن خلاف كاميرون مع تيريزا ماي لا يمكن إخفاؤه أو التغطية عليه بنشاط انتخابي غير ملح وقابل للتأجيل لبضعة أيام. وهذا الخلاف لا يقتصر على كاميرون بل شمل أيضاً صديقه ووزير ماليته جورج أوسبورن الذي كان كاميرون يُعده خليفة له وأطاحت به ماي في شكل مهين ولم تتوقف منذ تسلمها رئاسة الوزراء في يوليو الماضي عن تجريحه والاستهزاء بخططه وبرامجه الاقتصادية، حيث برز تغُيب أوسبورن أيضاً عن مؤتمر الحزب.
مشاركة :