قال مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية الموقت إن من اهم اولويات حكومته -المحدودة الزمن- انجاح الانتخابات القادمة وتجسيمها بأسرع وقت لتكسب تونس ثقة الفاعلين الدوليين والمستثمرين الى جانب إصلاح ما يمكن إصلاحه وتشخيص نقاط الضعف ليتسنى لمن يأتي بعدهم اصلاحها.. وبيّن مهدي جمعة أن الوضع الأمني تحسّن ويتهيكل ويسدد ضربات موجعة للإرهاب على غرار العمليتين الأخيرتين في رواد والكرم الغربي إلا أن الإرهاب لا يزال متمركزا بالجبال وله امتدادات في المدن وقال انه يجب التهيؤ للقادمين من سورية.. لأن التونسيين العائدين من سورية يمثلون خطرا حقيقيا على أمن البلاد مؤكدا أن الدولة تعمل على إيجاد استراتيجية لمجابهة هذا المشكل..وأشار جمعة الى التنسيق مع الجيران والتعاون خاصة مع الجزائر والمغرب للاستئناس بتجاربهما في مسألة المسفرين لسورية وكذلك نعمّل على دعم عدة دول بما فيها الولايات المتحدة الامريكية. وقال إن الدولة نجحت في تجاوز تهديدات إرهابية كبيرة كان هدفها تقويض الدولة وجدد الدعوة للجميع الى مزيد اليقظة باعتبار أن الارهاب قادر على التجدد –حسب قوله -. وفي المجال الاقتصادي ذكر رئيس الحكومة التونسية أن حوارا إستراتيجيا مع امريكا سيفسح المجال لتحقيق ما تحقق مع اوروبا وقال جمعة انه يجب مصارحة التونسيين بأن الوضع الاقتصادي وبعد التدقيق الاولي الذي أجرته حكومته هو أصعب مما كنّا نتصور خاصة على مستوى الموارد المالية وأوضح انه في 2010 كان يخصص للتنمية ما قيمته 4,8 مليارات دينارا يقترض منها 1,8 مليار دينار واليوم اصبح الاقتراض لتسديد الاجور وانه خلال الثلاث سنوات تم اقتراض ما قيمته 25 مليار دينار.. وقال ان تونس في حاجة الى 12 مليار دينار في حين الميزانية حددت حاجياتنا من الاقتراض اكثر من 7 مليارات دينار بما يعني هناك ثغرة كبيرة تفوق الاربعة مليارات دينار وأضاف انه يأمل في فتح اكتتاب وطني وانه يعدّ العدّة للتحرك في دول الخليج وأمريكا.. وقال انه لن يترك هدية مسمومة للحكومة القادمة لذلك لن تقع انتدابات هذه السنة في الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية التي تعاني صعوبات تستوجب اعادة هيكلة صحيحة وقال انه اذا ما تم التأخير اكثر في اتخاذ الإجراءات اللازمة فان الامور ستنفلت وستكون حكومته مجبرة على اتخاذ قرارات مؤلمة وقال انه لن يبعث مشاريع جديدة لكنه سيتمم ما تبقى وانه سيسعى الى تطوير القروض الصغرى وتشجيع الاستثمار الخاص.. مؤكدا على أن تونس في حاجة للرجوع للعمل لأنه الغائب منذ الثورة وقال ان التونسيين مطالبون ان يقوموا بثورة في العقليات بعد ثورة البلاد.
مشاركة :