عقلية وتفكير الناس

  • 10/9/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هناك خواطر تدور في عقل الإنسان منذ أن يصحو من النوم في الصباح إلى موعد نومه بالليل تذكره بأمور الحياة اليومية وأنا سأتقمص إحدى هذه الخواطر والتي أعيش معها طوال يومي والتي بلا شك مرت على الكثيرين من الناس . وأنا عندما أظل صامتا عندما أسمع ما يؤلمني ويحزنني والتدخل في شؤوني الخاصة التي لا تهم غيري من الناس ومحاولة إخراجي من صمتي لا لتهدئتي بل للتشفي وبلاغة الشف ويحاول من يثيرني بأسئلته أن يخرجني من صمتي فإنني أتقبل ما يقولونه وأحييهم بابتسامة تحمل بين طياتها بأنني لست متضايق من أسئلتهم مع أنني أعيش الزعل في داخل نفسي ومع أنني أعرف أن الحياة ربما تقسو علينا أحيانا وقد لا يكون الحظ يقف بجانبنا . وعندما أدرك جيدا أن كل شيء مكتوب لي منذ قبل ولادتي وأنا في بطن أمي رحمة الله عليها وأسكنها فسيح جناته إلى أن أخرج إلى الحياة وكنت أتمنى ألا أخرج إلى الحياة لأعيش في هذه الدنيا الحالكة السواد بسلبياتها ومآسيها وآلامها وأحزانها أكثر من ايجابياتها وأفراحها وسعادتها التي أوصلتني إلى (سعادة الحزن) وتجعلني أسأم من هذه الحياة ولا أنكر ضعفي من بعض ظروفها . ولكن قوة إيماني بالله سبحانه وتعالى وبداخلي الروح التي تمنحني القوة في التعايش مع أمور الحياة ومجرياتها أتقبلها بصدر رحب بالسلب والإيجاب . لذلك يا أحبائي الأعزاء عيشوا حياتكم حسب ما تريدون ولا تلتفتوا إلى ما يقال من حولكم وتذكروا واجعلوا نصب أعينكم أن الأفواه لن تصمت من البشر والألسن لن تتوقف فالمثل الدارج يقول (لسانك حصانك إن صنته صانك وإن أهنته أهانك) . ولقد تغيرنا كثيرا في هذا الزمن الرمادي زمن الحروب والمآسي والأحزان وأصبحت أفراحنا أحزاننا وأحزاننا أفراحنا وغاب الضمير الإنساني وضعفت النفوس وأصبح التصيد في المياه العكرة هو ديدنة البعض منا للتشفي والكيدية التي في نفوس البعض وأصبحنا لا نعرف عن بعضنا البعض في حياتنا المعيشية سوى أننا على قيد الحياة ونعيش منتظرين أجلنا المحتوم والمكتوب لنا . فكونوا صادقين مع أنفسكم ومع غيركم ممن تتعاملون معهم وتعيشون معهم من الأهل والأصدقاء فليس لأعماركم أوقاتا مؤجلة للتوضيح عما قلتموه وستقولونه لتصحيح أخطائكم وتصرفاتكم التي وقعتم فيها . واعرفوا جيدا أنه لا يوجد فرق بين لون السكر ولون الملح وكلاهما مشتركان بنفس اللون ولكن ستعرفون الفرق بينهما بعد التجربة كذلك هم البشر لا يعرفون بعضهم البعض جيدا إلا بعد التجارب التي تعرفونها وتعايشونها في مسيرة حياتكم اليومية . آخر الكلام : يعجبني كثيرا وأحترمه وأقدر مشاعره الذي يخبرني بزعله أو انزعاجه مني ومن تصرفات بدرت مني لم أدركها ولا أقصدها لأنها تصرفات بحسن نية الله وحده يعلم بها لأنه بذلك يفتح لي الطرق والشجاعة الصادقة لتوضيح الأسباب التي زعلته لأجعله يقتنع بأن ما قلته بغير قصد إطلاقا . وعكس ذلك من البعض من البشر الذين يكتمون في أنفسهم وقلوبهم ويخفونها بأمور لا يعرفها الآخرون ولا يتذكرونها ويظلوا ينهشون في لحومهم مثل الضباع والأسود الجائعة بالخفاء ويصفونهم بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان . وهذه هي عقلية وتفكير البشر نذكرها ولم نقتبسها من المؤلفات والكتب والدوريات والقصص ولا من المسرحيات ولا من الأفلام السينمائية ولكنها من الواقع المأساوي الذي نعيشه يوميا . لذلك علينا أن نحترم ذاتنا ونحترم غيرنا عندما نتحدث فعلينا أن نتحدث بمصداقية وإذا طلبنا أن نطلب بأدب ولباقة وإذا فرحنا أن نفرح بذوق وإذا أخطأنا أن نعتذر بصدق . ولذلك علينا أن ندرك أننا لسنا مجبرين على تبرير مواقفنا لمن يسيء الظن بنا فالذي يعرفنا جيدا يفهمنا جيدا فالعين تكذب أحيانا من أول نظرة للحكم على من تنظر إليه من البشر ونتحدث إليه إن كان حسنا أو سيئا ولكن العين ستدرك بعد ذلك إن كانت كاذبة في أول نظرتها أو صادقة فالتجربة خير برهان في كل شيء في هذه الدنيا . وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com

مشاركة :