أيّها الرجال، أنظروا إلى إيديكم. هل السبّابة أقصر من إصبع الخاتم (= البنصر) لديكم؟ أفادت دراسات عدّة أخيراً بأنّ احتساب متوسّط طول هذين الإصبعين ربما يشير إلى أمور شتّى، كالشخصيّة، والذكاء والحال النفسيّة. في العادة، يكون صاحب السبّابة القصيرة وأصبع الخاتم الطويل ألطف مع النساء، وفقاً لدراسة نشرتها مجلة «برسوناليتي أند إنديفيدجوال ديفرنسز» Personality Individual Differences. وربما يكون الأمر ناتجاً من تعرّض الجنين في الرحم لهرمونات جنسيّة. وفي سياق الدراسة، أجاب ما يزيد على 155 فرداً (78 رجلاً و77 امرأة) عن أسئلة تتعلّق بالتفاعلات الاجتماعيّة المباشرة التي تستمر لخمس دقائق أو أكثر، مع شخص من الجنس الآخر، ووضعوا إشارة أمام كلمة «ودّي أو «عدائي» على قائمة تحديد سلوك. ولوحظ أنّ الرجال الذي سجّلوا متوسّطاً أصغر (أي من كانت السبّابة لديهم أصغر من إصبع الخاتم) أظهروا سلوكاً ودياً حيال النساء يزيد بواقع الثلث، وسلوكاً عدائيّا يقلّ بواقع الثلث، بالمقارنة بالرجال الذين سجّلوا متوسّطاً أعلى. وكـشفـت بـحـوث سابـقة أنّ مـعدّل طول السبّـابـة إلى طول البـنـصر يـتـوافـق مع كمّية الهرمونات الذكوريّة، خصوصاً الـ «تـستــوستـيــرون»، التي تــعرّض لها عندما كان في الرحم. وكلما كان البنصر طويلاً، يعني ذلك تعرضاً لكميات أكبر من هرمون الذكورة في المرحلة الجنينيّة.   الجمال وسرطان البروستات في سياق مماثل، برهنت دراسة نشرت في مجلة علميّة مختصة بهرمونات الذكورة، أن طول البنصر (وكذلك قِصَر السبابة) يتناسب طرديّاً مع طول العضو التناسلي عند الرجل. وشملت الدراسة 144 متطوّعاً فوق سن العشرين كانوا يخضعون لجراحات في المسالك البوليّة. وربطت الدراسة ذلك بالتعرض لكميات كبيرة من الـ «تستوستيرون» عندما يكون الذكر جنيناً. وفي المقابل، يتمتّع الرجال من ذوي السبابة الأقصر، بوجوه أكثر جمالاً! ومن الناحية العلميّة، يؤثّر تعرّض الجنين إلى هرمون الـ «تستوستيرون» في تطوّر الوجه، بل يؤثّر في جاذبيّته أيضاً. ويذكر أن دراسات مشابهة سابقة أشارت إلى تفضيل الناس الرجال الذين يملكون وجهاً ذكوريّاً يذكّر برجل الكهف، بمعنى أنّ تكون وجوهاً قصيرة ومغضّنة في الجزء العلوي منها، كحال براد بيت مثلاً. ولم يقتصر أمر مؤشّر الأصابع على الذكور، بل انطبق على الجنسين بالنسبة إلى الأداء في امتحانات دخول الجامعة، وفق ما كشفته مجلة بريطانيّة مختصة بعلم النفس. إذ التقط العلماء صوراً لأيدي المتقدمين لتلك الامتحانات، وقاسوا طول الأصابع فيها. بعدها، قارن الباحثون القياسات بأداء الفتيان والفتيات في امتحانات دخول الجامعة. وتبيّن أنّ الفتيان والفتيات، ممن كانت السبّابة أقصر من إصبع الخاتم لديهم، حصدوا علامات في الرياضيّات تزيد على علاماتهم في الامتحانات الشفهيّة عموماً. الأرجح أن أهم ما كشفته الدراسات هو العلاقة التناسبيّة بين طول إصبع الخاتم، ومعدل الإصابة بسرطان البروستات! وشملت الدراسة 1500 مصاباً بذلك النوع من السرطان، جرت مقارنتهم بـ 3 آلاف رجل سليم على امتداد 15 عاماً. وتبيّن أنّ الرجال الذين كانت سبّابتهم بطول إصبع الخاتم لديهم أو أقصر، واجهوا احتمال إصابة بسرطان البروستات بنسبة تقل بـ 33 في المئة، بالمقارنة بأصحاب السبّابة الأطول.