اقتتال الفصائل يسمح للقوات النظامية باستعادة المبادرة في حماة

  • 10/9/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

استغلت القوات النظامية السورية اقتتالاً واسعاً بين فصيلي «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جند الأقصى» لشن هجوم معاكس في ريف حماة الشمالي بوسط البلاد، ونجحت في استعادة قرى عدة كانت فصائل المعارضة قد سيطرت عليها في هجومها الواسع الذي بدأ قبل أسابيع. وفيما حققت القوات النظامية تقدماً آخر أمس في مدينة حلب (شمال) وسيطرت على منطقة العويجة وباتت على مشارف دوار الجندول مضيّقة الخناق أكثر على الأحياء الشرقية المحاصرة، شهد ريف حلب الشمالي معارك كر وفر بين فصائل مدعومة من تركيا وبين تنظيم «داعش» الذي يستميت في الدفاع عن معاقله الأخيرة في الشمال السوري. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس أن جنود القوات النظامية و «لواء القدس» الفلسطيني ومسلحين موالين للحكومة السورية تمكنوا من التقدم والسيطرة على منطقة العويجة الواقعة عند الأطراف الشمالية لمدينة حلب، موضحاً أن هذه السيطرة جاءت بعد أيام من تمكن النظام وحلفائه من انتزاع منطقة المعامل التي تقع عند أطراف العويجة من أيدي المعارضة. ولفت إلى أن الاشتباكات بين الطرفين تواصلت بعد سقوط العويجة، إذ تقدمت القوات النظامية أيضاً «نحو دوار الجندول، القريب من العويجة، ومعلومات أولية عن رصد منطقة الدوّار نارياً». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فنقلت عن مصدر عسكري تأكيده أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عملية عسكرية اتسمت بالسرعة والدقة على نقاط تحصن وانتشار المجموعات الإرهابية في منطقة العويجة» شمال حلب، مشيراً إلى «فرض السيطرة الكاملة على المنطقة وصولاً إلى دوار الجندول». وذكّرت «سانا» بأن الجيش النظامي كان قد سيطر أول من أمس «بالتعاون مع القوات الرديفة» على تلة الشيخ سعيد جنوب حلب، ما يزيد الضغط على المعارضين المتحصنين في حيي العامرية والسكري. وأقرت صفحات موالية للحكومة السورية بأن الهجوم على منطقة الشيخ سعيد الجمعة لم ينجح في نهاية المطاف، إذ شنت فصائل المعارضة هجوماً معاكساً انتزعت فيه السيطرة على معظم النقاط التي تقدمت إليها القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها، لا سيما العراقية (حركة النجباء) واللبنانية (حزب الله). وفي حين فقدت «النجباء» خمسة أسرى من عناصرها، أفيد بأن «حزب الله» خسر ثلاثة قتلى من أفراده. في غضون ذلك، أفاد «المرصد» بأن عملية تبادل للأسرى أجريت في ريف حلب الشمالي بين فصائل المعارضة وتنظيم «داعش». ففي حين أفرجت الفصائل عن 11 عنصراً من التنظيم، أفرج الأخير عن 10 من الفصائل. وذكرت شبكة «الدرر الشامية» أن عملية التبادل تمت بإشراف فصيل «الجبهة الشامية». وتم تبادل الأسرى على وقع اشتباكات بين الفصائل و «داعش» في ريف حلب الشمالي. وأشار «المرصد» إلى سماع دوي انفجار بمنطقة اخترين نجم، كما يُعتقد، عن تفجير آلية مفخخة يقودها عنصر من «داعش» الذي كان قد سيطر صباحاً على هذه البلدة وبلدات أخرى قريبة منها في هجوم مفاجئ ضد فصائل المعارضة المنضوية في عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا. لكن «الدرر الشامية» أكدت لاحقاً أن فصائل تابعة لـ «الجيش الحر» استعادت السيطرة على قرى أخترين وتركمان بارح والعزيزية وقبتان ومزرعة العلا. ويتقدم مقاتلو المعارضة الذين تدعمهم تركيا بدبابات وضربات جوية صوب بلدة دابق ذات الرمزية الدينية لـ «داعش». وقال الجيش التركي أمس أن مقاتلين اثنين من فصائل المعارضة قتلا وتسعة أصيبوا بجروح في القتال ضد «داعش»، فيما ضربت مقاتلات تركية 14 هدفاً للتنظيم خلال الساعات الـ24 الماضية.   معارك حماة واقتتال الفصائل في غضون ذلك، قال «المرصد» أن طائرات حربية قصفت بلدتي مورك واللطامنة بريف حماة الشمالي ومناطق أخرى في قرية معان بالريف الشمالي الشرقي، في وقت «تواصلت المعارك العنيفة في ريف حماة الشمالي الشرقي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ... وسط تقدم جديد لقوات النظام وسيطرتها على قرية كراح في المنطقة وذلك بعد أن كانت قد سيطرت قبل ساعات على قرى ومناطق الشعثة والطليسية والقاهرة والجنينة وخفسين وتل أسود ورأس العين ومنطقتي الخيمة والنقرة». وأشار إلى مقتل عدد من عناصر الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين في المعارك الدائرة في ريف حماة. ولفت «المرصد» إلى أن قوات النظام «تحاول تحقيق مزيد من التقدم لاستعادة السيطرة على عشرات القرى والبلدات التي خسرتها منذ 29 آب (أغسطس) الماضي، مستغلة الاقتتال الدائر بين تنظيم جند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية في ريف إدلب وأطرافه قرب الحدود الإدارية مع حماة». وعلى صعيد الاقتتال بين «الأحرار» و «جند الأقصى»، لفت «المرصد» إلى أن هدوءاً حذراً ساد منطقة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي بعدما كانت قد شهدت خلال الساعات الماضية استنفاراً لعناصر الفصيلين، علماً أن «جند الأقصى» يسيطر على أحيائها الشرقية. لكن في مقابل الهدوء في خان شيخون، دارت اشتباكات عنيفة في البارة وإبلين ومناطق أخرى بجبل الزاوية بين «الأقصى» و «أحرار الشام»، فيما نقل «المرصد» عن مصادر أهلية «أن رتلاً كبيراً من مقاتلي جبهة فتح الشام («النصرة» سابقاً) وصل إلى بلدة كفرسجنة... لإيقاف المعارك العنيفة التي شهدتها البلدة بين الجانبين، في حين فشلت حتى الآن كل المساعي التي يقوم بها وسطاء... لوقف الاقتتال الجاري». ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو أظهرت جثث عدد كبير من قتلى «أحرار الشام» الذين سقطوا في الاقتتال الدائر مع «جند الأقصى»، وبدا من المشاهد أن العديد من هؤلاء قضوا برصاصات في الرأس، ما يشير إلى أنهم أُعدموا. وفي الإطار ذاته، نقلت شبكة «الدرر الشامية» بياناً لـ «جند الأقصى» تضمن دعوة «جبهة فتح الشام» («النصرة») و «الفصائل الصادقة» إلى إلزام «حركة أحرار الشام» بالتحاكم إلى الشريعة والتقاضي إليها لحل الخلاف بين الجانبين. واتهمت جماعة «الجند» حركة «الأحرار» برفض كل صور التحاكم والتقاضي إلى الشرع، مشيرة إلى أنها التزمت بفكّ الأسرى لديها ووافقت على إبقاء عناصرها الذين يوجه لهم فصيل «أحرار الشام» اتهامات في عهدة فصيل «أبناء الشام». وكانت مجموعة كبيرة من الفصائل المسلحة البارزة أعلنت في بيان مشترك مساء أول من أمس وقوفها إلى جانب «أحرار الشام»، واتهمت فصيل «جند الأقصى» بأنه مرتبط بتنظيم «داعش». كما علّق القائد العامّ لـ «أحرار الشام» أبو يحيى الحموي على ما يحصل بالقول أن أعمال «جند الأقصى» تعيد إلى الأذهان تصرفات تنظيم «داعش»، مؤكداً في تغريدات على حسابه في «تويتر» أن جماعة «أحرار الشام» التزمت لفترة طويلة ضبط النفس أمام تجاوزات «الأقصى». وأضاف الحموي، وفق ما أوردت «الدرر»، أن حركته دعت جماعة «الجند» إلى النزول إلى محكمة شرعية للفصل في الخلافات، إلا أنها استمرت في ممارسة «الكذب والتدليس والمماطلة». وفي محافظة ريف دمشق، قال «المرصد» أن أجواء مشحونة ومتوترة تسود بلدة الهامة الواقعة في ضواحي العاصمة، «بعد تمكن قوات النظام من السيطرة على أجزاء واسعة» منها، وبالتحديد في منطقة العيون، «عقب انسحاب الفصائل منها وتوجهها إلى أجزاء أخرى من البلدة»، مضيفاً أن «لجاناً وسيطة بين الطرفين تحاول التوصل إلى اتفاق... لإخراج مقاتلي الفصائل (من الهامة) إلى الشمال السوري ومحافظة إدلب، على غرار بنود اتفاق داريا» الذي سمح بإخلاء هذه المدينة في الغوطة الغربية وإجلاء مقاتليها إلى إدلب.

مشاركة :