على مدى سنوات، يتم حشو عقول الطلاب العرب في المدارس، بمصطلحات كالتضامن العربي والتكامل وغيرها... بل في مناهج مادة الاجتماعيات هنا في الكويت، نجد المساحة الجغرافية للوطن العربي، وإجمالي عدد السكان في كل الدول العربية مجتمعة، على أساس أنه وطن واحد يطمح كل أبنائه أن يتحقق حلم الوحدة ذات يوم! حلم وردي بريء وساذج في الوقت نفسه، قصص خيالية لا تتطابق مع واقع دولنا العربية وبالتالي لا يهضمها العقل ولا تتقبلها النفس، وتتحطم في شكل تدريجي كلما تكشفت بعض القضايا والتحالفات المبنية على أساس المصلحة، بل إن بعض العرب اليوم ترك بلاده عرضة لتدخلات من الخارج، وسمحوا بدخول قوات أجنبية وميليشيات تمارس القتل اليومي بحق شعوبهم من أجل البقاء على كرسي الرئاسة، ناهيك عن وجود العديد من العملاء والخونة الذين يتقدم بعضهم الصفوف العربية، فعن أي وحدة وعن أي تضامن عربي نتحدث؟ تلك المناهج الدراسية معظمها وضع في ظل وجود بعض طغاة العرب الذين أزاحتهم الثورات الشعبية، فهل يمكن أن ننشد نهضة أو ازدهارا أو تقدما قبل بضع سنوات، مع وجود شخصيات كصدام حسين ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وبشار الأسد وعلي عبدالله صالح، ومن هم على شاكلتهم؟ وهل من الممكن أن من قام بتخزين ملايين الدولارات (كاش) في قصره، على استعداد للعمل من أجل تحقيق التضامن العربي، أو على الأقل الالتفات لمصالح شعبه وأمته؟ لقد سئمت تلك الشعارات العربية ولم أعد أتقبل أيا منها... إنها شعارات زائفة تبعث على الغثيان، ومحض أكاذيب وخيال يتنافى مع واقع مؤلم نعيش فيه أسوأ مراحلنا. وخزة القلم: قالها المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة: من المؤلم أن يكون موقف ماليزيا والسنغال، أقرب للتوافق العربي من موقف المندوب العربي! d_alsheredah@hotmail.com
مشاركة :