ريما كركي، إعلاميّة لبنانيّة متميّزة تركّز على مشاكل الناس ومعاناتهم، وترفض اعتبار حب الجماهير عبئاً على أحد «بل نعمة كبيرة، سأبذل جهدي لأستحقها وأحافظ عليها وأضاعفها». وقادت كركي برنامج «للنشر» بحرفية وتقنية عالية وأوصلتْه إلى مرتبة مميزة، حتى أنها استحقت التكريم قبل فترة وجيزة كأفضل الإعلاميين العرب في المجال الإنساني والاجتماعي للعام 2016 في الكويت. كركي كثيرة الانشغال في هذا الوقت، كيف لا وهي في صدد التحضير للموسم الجديد من برنامجها «للنشر»، الذي - كما تقول- سيشهد الكثير من الإضافات التي سيغلب عليها الطابع الاجتماعي. «الراي» حاورت ريما كركي وفي ما يأتي التفاصيل: • كُرّمتِ في الكويت كأفضل الإعلاميين العرب في المجال الإنساني والاجتماعي للعام 2016، كيف كان وقع هذا التكريم عليك؟ - جميل أن يُقدَّر الإنسان على جهد صادق، فذلك يدفعه لمزيد من الإلتزام بقضايا الناس، ومزيد من الجهد. وبالمناسبة فأنا لم أؤمن يوماً بأن «الأفضل» هو شخص أو مجموعة قليلة من الأشخاص، فقد تعلمتُ من الكثير من الاعلاميين، وبعضهم لم يحظَ بأيّ تكريم. هي فكرة التقدير التي تفرحني، ولا أفضلية لأحد على آخر ما دام الجميع يعملون بضمير. • هل فرض عليك هذا التكريم مسؤوليات جديدة وما هي، وهل من الممكن أن نقول عنها أعباء؟ - أبداً، لم يكن حبّ الناس عبئاً في يوم من الأيام. وإنما هو نعمة كبيرة، سأبذل جهدي لأستحقها وأحافظ عليها وأُضاعفها، وهذا التكريم أعطاني طاقة أكبر، كي أكون بمستوى محبة الناس أكثر. • ما هو التكريم الحقيقي في نظر ريما كركي؟ - التكريم الحقيقي هو رضى الجماهير عنك، وهو أيضاً كهذا التكريم الآتي من دولة مشهود لها بالثقافة والمستوى الإعلامي العالي والعريق. والتكريم الحقيقي هو أن يلقى برنامجك صدى، لخدمة أكبر عدد ممكن من الناس في قضايا محقة. فما دام برنامجك مشاهَداً وهدفاً لكثير من الحالات والمواضيع والقضايا، فهذا دليل على أنه والحمد لله ناجح. • وماذا أصبح هدفك الآن بعد تكريمك عربياً؟ - هدفي لم يتغيّر يوماً، وهو تمكين البرنامج من قدرة أكبر على التغيير الفاعل والإيجابي في المجتمع. أحلامي كثيرة وأملي أن أجعل منه أكثر بكثير من مادة تلفزيونية... فالناس متعبون، ومجتمعاتنا تحتاج لجهود الواعين منّا، وعلينا حشد طاقاتنا وإمكاناتنا، لجعل الأمل واقعاً ملموساً. • صادف التكريم انطلاقة جديدة لبرنامج «للنشر». ماذا عنها وما الإضافات الجديدة التي ستطرأ على البرنامج؟ - هناك إضافات كثيرة طابعها إجتماعي أيضاً، مع دخولٍ أكثر لحاجات الناس إلى حلول وإجابات، ومحاولةٍ لتوسيع دائرة اهتمام البرنامج بكافة فئات المجتمع على اختلاف نوعية مشاكلهم. • ما مدى التعاون الذي تجدينه من إدارة تلفزيون «الجديد» لإنجاح البرنامج؟ - إدارة «الجديد» داعمة لأقصى الحدود للبرنامج، وهي مؤمنة بقدرة فريقه، وأنا شاكرة لهذا التقدير الذي يعكس مدى سعادة المحطة بنجاح البرنامج، فهو حقق أعلى نسب مشاهدة بين برامجها، وفي مقابل البرامج المنافِسة على محطات أخرى، أيضاً. • في ظل الأزمات التي يعيشها العالم العربي من جهة والمواطن العربي من جهة أخرى، على أيّ مواضيع ستركّزين وتعطينها الأولوية ضمن «للنشر»؟ - في ظلّ ما نعيشه، تَكثُر الأولويات. فالناس يحتاجون لأن يحصّلوا حقوقهم، فيما تسير الأمور لصالح بعض الفاسدين، والناس يحتاجون لأن يعيشوا بكرامةٍ في ظل الفقر والقلة وعدم التنظيم أحياناً، والناس يحتاجون أيضاً إلى حلول ناجحة وأقلّ عبئاً وكلفة عليهم، ونحتاج لوعي ديني منفتح في ظل الصراعات التي تأكلنا وتقمع تطورنا، ونحتاج إلى أن نفهم أن مصالحنا واحدة، وأن الدين رحمة وأن حفنة من الساسة يأكلون خيرنا ويفرقوننا... وموضوع السجون يبقى هاجسنا. الأولويات كثيرة وهي بالنتيجة تفرض نفسها على طاولة البرنامج. • هل يستطيع المواطن العربي أن يقول إن ريما كركي قادرة على حل أي مشكلة إجتماعية أو إنسانية في هذا الوقت؟ - هذا كلام غير واقعي ولم أقله يوماً عن نفسي. أنا لستُ في موقعٍ قادر على حلول... يا ريت! أنا في موقع الإضاءة الصادقة على القضايا، والحضّ على حلول. المواطن العربي يحتاج تكاتفاً بين القادة الحقيقيين، ورجال الدين الشرفاء والإعلاميين المجتهدين. هي أزمة كبيرة ومخيفة، لكن لكل منّا دور إذا كان الهدف واحداً. • هل من الممكن أن نراك تظهرين عبر شاشة كويتية أو عربية في المستقبل القريب؟ - لم لا؟ لا شيء يمنع. بل بالعكس، أضيف لخبرتي الكثير وأتعلم من التنوع أكثر، وهذا شرف لي بكل الأحوال. • في النهاية، بماذا تتوجهين إلى دولة الكويت وشعبها؟ - الكويت دولة العلم والثقافة، وشعبها محبّ للآخر ومنفتح، والاتكال عليها وعلى مثيلاتها من الدول الواعية كبير في هذا الزمن العربي الصعب.
مشاركة :