إذا كان الصبر مُراً فعاقبته حلوة حكمة عربية، يعرف معناها المهاجم علي مبخوت جيداً بعد صعود نجم اللاعب ذي السادسة والعشرين من العمر في السنوات الأخيرة ليصبح أحد أنجع المهاجمين في الإمارات وفي القارة الآسيوية والتي توج هدافاً لها العام الماضي. فبعد أربعة أشهر على مشاركة الإمارات الأولى والوحيدة في كأس العالم عام 1990، شهدت العاصمة أبوظبي ولادة مبخوت الذي بدأ خطواته الكروية عندما كان في عمر 19 سنة وتحديداً عام 2009 عندما شارك للمرة الأولى مع نادي الجزيرة في الدوري الإماراتي ليضع بصمته سريعاً ويتم استدعاؤه لتشكيلة منتخب الشباب الذي شارك في كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009. بعد المشاركة والوصول إلى ربع النهائي في مصر 2009، تواصل ارتقاء مبخوت حيث شارك مع المنتخب الأولمبي في مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية لندن 2012 وهو نفس العام الذي شهد ارتداءه قميص المنتخب الإماراتي الأول للمرة الأولى. وفي حديثه لموقع الفيفا، قال مبخوت عن انضمامه إلى المنتخب الأول: بالتأكيد الانضمام إلى المنتخب الأول هو شرف كبير لأي لاعب وهو أمر يجلب معه مسؤولية كبيرة ويجب أن يكون اللاعب على قدر المسؤولية لأنه يعطيه دافعاً كبيراً من أجل الظهور بشكل أفضل. منذ 2012، لم يتوقف مبخوت عن التطور حيث شارك مع الأبيض في كأس الخليج 2013 والتي سجل فيها هدفين قبل أن يتوج هدافاً للنسخة التالية من البطولة بتسجيله خمسة أهداف وهو نفس العدد من الأهداف الذي ساهم بتتويجه هدافاً لكأس آسيا 2015 والتي أنهاها المنتخب الإماراتي بالمركز الثالث. وقد تحدث مبخوت عن هذا التطور بثقة قائلاً: هذا الأمر هو توفيق من الله، يجب على كل لاعب أن يضع هدفاً أمام عينيه وأن يحاول الوصول إليه ولا يجب عليه أن يقف عند حد معين، هذا الأمر ساعدني كثيراً على التطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وقد دون مبخوت اسمه في سجلات كأس آسيا بعد تسجيله أسرع هدف في تاريخ البطولة بعد مرور 14 ثانية فقط في مباراة مرحلة المجموعات أمام المنتخب البحريني وهو الهدف الذي ساهم بدخوله أيضاً موسوعة جينيس للأرقام القياسية. بعد تألق المنتخب الإماراتي في كأس آسيا 2015، اتجهت الأنظار إلى تصفيات كأس العالم روسيا 2018 حيث قدم أبناء المدرب مهدي علي أداءً صلباً في الدور الثاني الذي شهد تسجيل مبخوت خمسة أهداف قاد على إثرها منتخب بلاده إلى الدور الثالث الحاسم. وعلى الرغم من الوقوع في مجموعة صعبة تضم اليابان وأستراليا والسعودية وتايلاند والعراق، إلا أن المنتخب الإماراتي حقق انطلاقة بعد فوز تاريخي على اليابان بنتيجة 2-1 في سايتاما وهو الفوز الذي اعتبره مبخوت على أفضل منتخب في قارة آسيا حالياً. وأضاف: الفوز على اليابان في عقر دارهم ليس أمراً سهلاً وليس بالأمر البسيط، التأهل إلى كأس العالم يحتاج إلى الفوز على أي فريق نواجهه ويجب أن نثق بأنفسنا وبقدرتنا على الفوز، صحيح أننا خسرنا في المباراة التالية أمام أستراليا ولكننا لم نكن سيئين في تلك المباراة وهذه الخسارة لا تعني أي شيء لأننا لا زلنا في بداية المشوار، الفوز على اليابان رفع من معنوياتنا وساهم بتعزيز ثقتنا بقدرتنا على تحقيق ما نصبو إليه. بعد الفوز على اليابان والخسارة من أستراليا، دخل المنتخب الإماراتي مباراة تايلاند في الجولة الثالثة وهو مصمم على تحقيق الفوز من أجل العودة للمنافسة وهو ما تحقق بالفعل بفضل ثنائية من مبخوت الذي كسر صيامه عن تسجيل الأهداف خلال العام الحالي وبطريقة رائعة. وقد تحدث مبخوت عن غيابه عن التسجيل قبل هذه المباراة بالقول: يجب أن يكون المهاجم واثقاً من قدراته وفي نفس الوقت صبوراً ويجب أن يعرف أن الأهداف ستأتي مع المباريات بكل تأكيد وهي تعطي المهاجم ثقة كبيرة، أتمنى أن أسجل في المباريات المقبلة وأنا أملك ثقة كبيرة بقدرتي على التسجيل. وبينما يأمل مبخوت أن يضع بصمته ويزور الشباك أمام السعودية يوم غد الثلاثاء، فإنه يطمح إلى ما أبعد من ذلك حيث يسعى للعب مجدداً على أعلى مستوى كما فعل قبل ست سنوات عندما لعب مع العديد من زملائه في المنتخب الحالي في كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009. وختم مبخوت حديثه قائلاً: المشاركة في كأس العالم هي حلم لكل لاعب، لقد لعبنا معاً في كأس العالم تحت 20 سنة وكانت الأجواء جميلة وخيالية فما بالك بكأس العالم والتي بالتأكيد تكون المشاركة فيها أهم وأكبر، هدفنا هو الوصول إلى كأس العالم وكل اللاعبين لديهم حلم تمثيل الإمارات في النهائيات.
مشاركة :