ثنائية نونو روشا ضد جنوب أفريقيا فتحت الباب أمام تأهل الرأس الأخضر لروسيا 2018لاعب خط الوسط يحترف في صفوف نادي أف.سي توسنو الصاعد حديثاً إلى الدوري الروسي الممتازمن شأن الرأس الأخضر أن تصبح أصغر دولة تشارك في كأس العالم قد يكون من باب المبالغة المفرطة اعتبار الرأس الأخضر ضمن القوى الكبرى في كرة القدم الأفريقية، فما بلك بالحديث عن مكانتها على الهرم الكروي العالمي. ذلك أن هذه الجزيرة الصغيرة انضمت إلى FIFA فقط في عام 1986 علماً أن محاولتها الأولى في التأهل إلى كأس العالم FIFA تعود إلى تصفيات 2000. صحيح أن منتخب الرأس الأخضر فاز على كينيا ذهاباً وإياباً في الجولة الثانية من الطريق إلى روسيا 2018، بيد أن مسيرته كانت متعثرة بعد ذلك في بداية الجولة الختامية، حيث خسر بنتيجة 2-0 على يد كل من السنغال وبوركينا فاسو. لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب خلال المواجهتين اللاحقتين ضد جنوب أفريقيا في سبتمبر/أيلول، حيث تمكن أبناء الجزيرة من تحقيق فوز صعب (2-1) على أرضهم، ومن ثم السفر إلى ديربان وتكرار نفس النتيجة بعدها بأربعة أيام، مما يضعهم الآن في صدارة المجموعة الرابعة مناصفة مع بوركينا فاسو. #WCQ | GROUP D (AFRICA) South Africa 1-2 Cape Verde Islands Burkina Faso 2-2 Senegal pic.twitter.com/eaRmohvgTE — FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) September 5, 2017 وكان لاعب خط الوسط نونو روشا هو صاحب الهدفين الحاسمين خلال المباراة التي استضاف فيها فريقه جنوب إفريقيا، حيث قاد ابن الخامسة والعشرين منتخب بلاده إلى الاقتراب أكثر من حجز بطاقة التأهل إلى روسيا، التي يحترف فيها منذ بداية هذا الموسم حيث انضم قبل ثلاثة أشهر إلى صفوف نادي أف.سي توسنو الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز قادما إليه من أونيفرزيتاتيا كرايوفا الروماني. وقال روشا في حديث لموقع FIFA.com "إن الهدفين اللذين سجلتهما ضد جنوب أفريقيا مهمان للغاية بالنسبة للفريق وبالنسبة لي أنا شخصياً. فقد منحاني حافزاً كبيراً لمواصلة مسيرتي الدولية". فحتى 1 سبتمبر/أيلول، كان رصيده الدولي يقتصر على هدف واحد مع منتخب بلاده خلال ثلاث سنوات. وأضاف لاعب خط الوسط: "صحيح أن فريقنا ليس معروفاً جداً على الساحة العالمية، ولكن بالصبر والتواضع والإيمان بمستقبل أفضل فإننا سنقول كلمتنا لا محالة". ولتحقيق الحلم الجميل المتمثل في التأهل لنهائيات روسيا 2018، يتعين على منتخب الرأس الأخضر أن يواصل مشواره الإيجابي خلال مباراتيه الأخيرتين ضد السنغال وبوركينا فاسو، اللذين يتفوقان عليه من حيث الخبرة على الساحة الدولية. وقال لاعب وسط توسنو "الحظوظ قائمة دائماً"، موضحاً في الوقت ذاته أن "السنغال فريق قوي، ولكن كل شيء ممكن، لدينا حافز كبير وثقة هائلة في النفس بعد الانتصارين الأخيرين على جنوب أفريقيا. وبعد ذلك سيتعين علينا السفر إلى بوركينا فاسو في نوفمبر/تشرين الثاني، علينا أن نستعد جيداً حتى نُظهر ما نحن قادرون عليه". يُذكر أن روشا ليس اللاعب الوحيد من الرأس الأخضر الذي يحترف في روسيا. فقد سبقه إلى ذلك المهاجم زي لويس الذي يلعب بنادي سبارتاك موسكو منذ أكثر من عامين حيث تُوج معه بلقب الدوري الموسم الماضي. وقال روشا عن زميله في المنتخب: "لدي علاقة رائعة مع زي. لقد التزمت بنصيحته قبل المجيء إلى هنا. لقد دعمني كثيراً ولكنه أخبرني أيضاً بأن اللعب في روسيا صعب للغاية، وقد وقفت على ذلك بنفسي الآن. أعتقد أن الدوري الروسي هو من أصعب الدوريات في أوروبا. ليس من السهل التكيف معه، ولكن أصعب شيء هو تعلم الروسية! مازلت أواجه مشاكل مع اللغة الآن". وهناك بعض أوجه التشابه بين ما يعيشه روشا مع النادي والفريق الوطني. ذلك أن توسنو تأسس فقط في عام 2013 ولكنه حقق منذ ذلك الحين صعوداً سريعاً نحو حظيرة النخبة، علماً أنه أثبت قوته هذا الموسم ضد جميع الخصوم الذين واجههم. وقال نجم منتخب الرأس الأخضر "لم يمض وقت طويل على قدومي إلى روسيا ولكني أشعر بالارتياح هنا. لدينا فريق شاب، ونحن نحاول إسعاد مشجعينا، حيث نبذل كل ما في وسعنا لزيادة قاعدتنا الجماهيرية في المستقبل". ومن خلال اختياره اللعب في روسيا، لا يواجه نونو صعوبات لغوية فحسب، بل إنه يعاني أيضاً مشاق السفر من وإلى أفريقيا للمشاركة مع الفريق الوطني. وقال في هذا الصدد: "بطبيعة الحال، مسافة الرحلة طويلة جداً، كما أن الدول الأفريقية التي نلعب فيها تقع على مسافة بعيدة أيضاً. الرحلات مُتعبة للغاية، ولكن بالإمكان قضاء الوقت بالدردشة مع الزملاء. أحياناً من الممتع جداً السفر مع الأصدقاء". من شأن تأهل الرأس الأخضر إلى كأس العالم FIFA في روسيا أن يشكل قصة نجاح رائعة قد تتجاوز إنجاز ترينيداد وتوباجو – التي لا تزال تُعد أصغر دولة شاركت في كأس العالم FIFA حتى الآن - علماً أن عدد سكان هذه الدولة الكاريبية يزيد بالضعف عن عدد أهالي هذا الأرخبيل الأفريقي الصغير، الذي يقطنه ما يقرب من 540.000 نسمة. وقال روشا معلقاً على إمكانية العبور إلى نهائيات العام المقبل "من شأنها أن تكون لحظة لا تنسى لبلدنا، ولهذا السبب فإن حلمنا الأكبر هو تحقيق التأهيل لكأس العالم". مباريات الرأس الأخضر المتبقية في التصفيات:الرأس الأخضر-السنغال في 7 أكتوبر/تشرين الأول بوركينا فاسو-الرأس الأخضر في 6 نوفمبر/تشرين الثاني
مشاركة :