إعداد: عبير حسين هل وصلت العنصرية أخيراً إلى العالم الافتراضي، مهددة بذلك قناعات ملايين الجالسين خلف الشاشات يعتقدون أنهم ينعمون بالحرية والمساواة؟ يبدو أن الإجابة هي: نعم. منذ عدة أشهر بدأت عبارة العنصرية الرقمية في الانتشار بين مستخدمي عدة منصات للتواصل الاجتماعي، وتبادل الآلاف تجاربهم الشخصية عن تعرضهم لتمييز رقمي بسبب اللون أو العرق أوالنوع أو الدين. وقبل أيام دشن الأمريكي الأسمر غريغوري سيلدن هاشتاج بعنوان #airbnbwhileblack، يحكي تجربته الشخصية مع موقع Airbnbالشهير واسع الانتشار، الذي يستخدمه الملايين حول العالم لحجز الرحلات والعطلات. في البداية استعلم سيلدن من الموقع عن حجز لأحد الفنادق بمدينة نيويورك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، لكن الإجابة كانت جميع الأماكن محجوزة. ذهب سيلدن إلى خيار ثان بتغيير اسم الفندق إلى آخر اعتاد الذهاب إليه، فكانت نفس الإجابة: لا يوجد أماكن شاغرة. تملكت الحيرة من سيلدن، فأنشأ حساباً مزيفاً مستعيناً بصورة مستعارة لشخص أبيض حصل عليها من شبكة الإنترنت، وأرسل إلى الموقع يطلب حجزاً، في نفس الفندقين ونفس الموعدين اللذين سبق وحددهما، وكانت المفاجأة أن كليهما متاح، وعليه تحديد اسم فندق واحد واختيار طريقة الدفع! اجتذب هاشتاج سيلدن عشرات آلاف التعليقات، عرض بعضها تجربته الشخصية المماثلة مع نفس الموقع، أو غيره من منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة، وكانت النصيحة الأكثر تداولاً بين المغردين هي ضرورة تغيير الصورة الشخصية للسود قبل التعامل مع عدد من المنصات الاجتماعية، حماية لهم من التعرض لعنصرية مقيتة. المثير للانتباه كانت دراسة صادرة مطلع العام من جامعة هارفارد، أشارت نتائجها إلى أن الأمريكيين ذوي الأسماء المنتشرة للسود مثل تانيشا وتايرون، معرضون للتمييز الرقمي ضدهم بنسبة 16 % عن الآخرين، الذين يحملون أسماء أوروبية معتادة مثل كريستين وبراد.
مشاركة :