علمت «الشرق الأوسط» من مصادر موثوقة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس من المتوقع أن يستقبل، غدا (الثلاثاء)، في الدار البيضاء، عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المنتهية ولايته، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، متصدر اقتراع يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ليكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وسادت في البلاد حالة ترقب منذ الإعلان عن نتائج الاقتراع، ليلة الجمعة، بشأن الشخصية التي سيكلفها الملك محمد السادس بتشكيل الحكومة، وذلك وسط تساؤلات عما إذا كان العاهل المغربي سيبقي على ابن كيران رئيسًا للحكومة، أم أنه سيعين شخصية أخرى من حزب العدالة والتنمية. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على تأكيد رسمي حول استقبال الثلاثاء المرتقب. وامتنع ابن كيران، في اتصال هاتفي، عن الإدلاء بأي تصريح صحافي حول ذلك، واكتفى بالقول: «أنا في حالة صيام». في غضون ذلك، انتقد حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، الذي جاء في الرتبة الثانية في اقتراع الجمعة، ما سماه «محاولات أحد الأحزاب» (في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية) التشكيك في قدرة المؤسسات على إدارة العملية الانتخابية بخطاب مبني على التهديد والتخويف والترهيب، وطالب بفتح تحقيق قضائي في الموضوع. وسجل بيان، صدر أمس عن المكتب السياسي، بكل ارتياح الأجواء شبه العادية التي تمت فيها الحملة الانتخابية وعمليات التصويت، بيد أنه قال إن هذا لم يمنع الحزب من توجيه ما يقارب الـ80 شكوى للجنة الحكومية المكلفة بتتبع الانتخابات، وهو - للأسف - ما لم تتفاعل معه حتى الساعة اللجنة المذكورة. وشدد البيان على متابعة الحزب لمصير هذه الشكاوى، وتفعيله لباقي إجراءات الطعن المقررة دستوريا وقانونيا، باعتبارها آلية ديمقراطية في المجتمعات الحديثة. وشكر المكتب السياسي للحزب كل المواطنات والمواطنين الذين صوتوا على برنامجه الانتخابي ومشروعه الديمقراطي الحداثي، وحتى أولئك الذين لم يصوتوا له، مجددا التأكيد على تطبيقه ودفاعه عن برنامجه الانتخابي من أي موقع كيفما كان، خصوصا المعارضة المؤسساتية البناءة التي تضع مصلحة المواطن والوطن هدفها الأسمى، ضمن نسق يحكمه التغيير، وتسوده روح المواطنة وخدمة الوطن. وعبر المكتب السياسي عن تقديره وافتخاره «بكل المرشحات والمرشحين والمناضلات والمناضلين وكل أطر الحزب، مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، الذين دافعوا عن البرنامج الانتخابي لحزبهم ومشروعه الديمقراطي الحداثي، وبرهنوا على التزامهم الحزبي، وتشبثهم بمسيرة البناء الديمقراطي والتغيير». وفي سياق متابعته وتحليله نتائج انتخابات السابع من أكتوبر، وخارطتها السياسية والحزبية، جدد المكتب السياسي تأكيد موقفه المبدئي الثابت، وقال إن أي تحالف، كيفما كان نوعه، لا يمكن أن يكون إلا مع الأحزاب التي تتقاسم مع حزب الأصالة والمعاصرة المرجعية الفكرية نفسها والمشروع الديمقراطي الحداثي. وعبر الحزب عن تهانيه لكل الأحزاب المغربية، بما فيها حزب العدالة والتنمية الذي تصدر عدديا نتائج الانتخابات، مشيدا بالأجواء العامة التي تمت فيها استحقاقات السابع من أكتوبر، رغم بعض الأحداث العرضية، ومشيرا إلى أنه «لا رابح ولا خاسر في البدء والمنتهى، ومصلحة الوطن فوق الجميع». في غضون ذلك، قال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه سيواصل العمل في المعارضة، والانكباب على تحقيق البرنامج الذي تقدم به للمواطنين في الحملة الانتخابية لاقتراع 7 أكتوبر. وأضاف العماري، في شريط فيديو نشر على صفحة حزبه ومواقع التواصل الاجتماعي يعتبر أول خروج إعلامي له بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع، أن حزبه سيواصل العمل على مشروعه الحداثي من جميع المواقع، معلنا أن حزبه اختار التموقع داخل المعارضة. وأكد العماري على «استحالة انخراط حزبه في أي تدبير يستهدف البلد، أو يقتل الطموح والأمل»، متوجها للمغاربة بالقول: «أقول للمغاربة إننا سندافع عن برنامجنا الانتخابي، رغم حصولنا على الرتبة الثانية». وزاد العماري: «لا يجب الخوف من هؤلاء الناس (في إشارة لحزب العدالة والتنمية) لأن فوزهم ليس فوزا»، معتبرا أن الأصوات المحصل عنها لا تعبر عن 33 مليون مغربي.
مشاركة :