يبدو أن «نشوة» روسيا بعد تدخلها العسكري في سورية، وما سبقه من تدخل خاطف في أوكرانيا نتج عنه ضم جزيرة القرم، لن تتوقف عند أي حدود، وعلى الأقل في تلك الفترة الانتقالية التي تعيشها واشنطن بانتظار انتخاب رئيس جديد، في حين يتوقع مراقبون أن تواصل الولايات المتحدة سياساتها الخارجية «الانكفائية»، مهما كانت هوية شاغل البيت الأبيض. وبعد أيام من تصديق الدوما الروسي (البرلمان) على اتفاق مع سورية لتحويل قاعدة «حميميم» الجوية في اللاذقية، إلى قاعدة دائمة للجيش الروسي وحصول موسكو على حصانة دبلوماسية لجنودها هناك، أعلن نائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف أمس، أمام لجنة الشؤون الخارجية في «الدوما»، أن بلاده تعتزم تحويل منشآتها العسكرية في مدينة طرطوس الساحلية إلى «قاعدة بحرية دائمة». وكان بانكوف قال، قبل أيام، إن الجيش يراجع قرار إغلاق قاعدتين لروسيا في كوبا وفيتنام. ويبدو أن شهية بوتين للقواعد العسكرية في أعالي البحار، امتدت إلى مصر، إذ كشفت صحف روسية، أن موسكو تتفاوض مع القاهرة لتأجير قاعدة عسكرية في مدينة سيدي براني (شمال غرب القاهرة)، القريبة من البحر المتوسط، التي كان الاتحاد السوفياتي استخدمها قاعدة جوية عام 1972. وبينما لم يصدر عن موسكو أي تعليق على هذا الخبر، الذي يأتي بعد تصويت القاهرة المثير للجدل على مشروع قانون روسي بخصوص سورية في مجلس الأمن، نفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف وجود محادثات مصرية ـــ روسية، حول طلب موسكو استئجار منشآت عسكرية على الأراضي المصرية.
مشاركة :