.. في بريد اليوم رسالة من الأخ ماهر جواد وفيها يقول : أكتب إليك هذه القصة لأن فيها شرحا للحال التي يعيشها كثير من سكان عروس البحر الأحمر التي قال عنها رسام الكاريكاتير إنها عروس مطلقة. فنحن نستقبل الماء من العين العزيزية كل أسبوعين، ويستمر الفتح يومين وأحيانا ثلاثة أيام نقوم خلالها بتخزين الماء لأيام السنبلات العجاف التي أكلت السنبلات الخضر .. ونظل في الانتظار حتى يأتي دورنا في الأسبوع الثالث .. لكن إذا تأخر الضخ فلا مفر لنا من شراء وايت ماء .. وهنا تكمن القصة .. أو الحبكة .. لأصحاب العوائل من نساء وأطفال. ولما كاد ينضب الماء في منزلي من الخزان العام الأرضي والخزانات الاحتياطية توجهت إلى شركة المياه كالعادة لشراء صهريج (هذه الكلمة أفضل من وايت)، وقد سجلت اسمي واستلمت سندا .. وتوجهت إلى السور الخارجي حيث تنطلق منه الصهاريج لكن المأمور قال لي على غير العادة هذا السند خدمة هاتفية، فاذهب ونحن نتصل بك فسألته: متى؟ قال: خلال نصف ساعة أو ساعة. عدت إلى منزلي وبدأت أترقب رنة الجوال إلى المغرب ثم إلى العشاء ثم إلى الساعة الحادية عشرة .. لكن لم يتصل أحد .. وفي اليوم التالي عدت إلى الشركة وأخبرت الموظف أنني انتظرت نحو عشرين ساعة فأخذ السند مني وأعطاني سندا آخر .. وقال هذا سيحل مشكلتك، فتوجهت إلى المسار الخارجي وانتظرت نحو 100 دقيقة .. والمأمور يقول اصبر .. اصبر .. لكن الدوام كان محسوبا علي .. وأخيرا عدت إلى الموظف الأول فقال لا أملك لك شيئا اذهب وسيتصلون بك في بيتك. وكنت قد اتصلت بالشركة لتذكيرهم .. لكن موظفي هاتف الشركة لا علاقة لهم بالصهاريج .. وكلمني المأمور كلاما لطيفا وقال إنه سيذكرهم بعد أن أخذ رقم هويتي .. وما إلى ذلك. الشاهد ذهبت إلى العمل وانتهى الدوام وعدت إلى البيت وأعلنت حالة الطوارىء .. وقررت الوضوء بغرفة واحدة .. وطال انتظاري إلى اليوم الثالث. وفي ضحى اليوم الثالث كنا قد أوشكنا على إكمال ما لدينا من مخزون الماء وتوجهت إلى مقر الشركة .. وكنت قد يئست من استجابتهم فبحثت عن صهريج ماء من الواقفين الذين يبيعون خارج الشركة. فوجدت صهريجا تبيعه الشركة بـ51 ريالا سعة سبعة أطنان ولما سألت صاحبه عن القيمة قال لي: سبعين ريالا. فقلت له شبه ممازح: سأدفع لك أربعين. ابتسم وقال: أين تجد هذا بأربعين ريالا، فلما ساومت بأكثر فقال لي: خلاص هناك زبون تاني بالجوال. ولا بد من حلقة ثانية نكمل بها رسالة الأخ ماهر جواد. السطر الأخير: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
مشاركة :