الكابتن سامي الجابر رجل ذكي، لكن ذكاءه يخونه أحيانا عندما يقف أمام منصات الإعلام، يصرح مرة أن كل الفرق تسعى للفوز على فريقه، وكأن المطلوب أن تنهزم لكي تبرهن على حسن نواياها تجاهه، ويصرح مرة أخرى بأن منافسه الوحيد فريق محظوظ، وكأن الحظ وحده يمكن أن يمنح البطولة والتفوق والصدارة! مشكلة سامي الجابر أنه ارتدى ثوب المدرب دون أن يخلع ثوب المشجع، فجاءت تصريحاته وردود فعله دائما تحت ضغط الميول الذي أفقده احترافيته كمدرب يفترض أن يكون قد تجاوز لون النادي الواحد إلى فضاء أرحب تتعدد ألوانه لتتعدد خياراته كمدرب محترف لا يمكن أن يربط مستقبله بفريق واحد! أما طامة التصريحات، فهو تصريحه الأخير الذي يؤكد فيه أن جميع الأندية اتحدت ضده ليفشل، وكأن هؤلاء الجميع هم من يتحملون أخطاءه الفنية التي أضاعت الكثير من النقاط في بطولة الدوري، أو أفقدته كأس بطولة ولي العهد، أو أن تجربة سنة أولى تدريب هي التي أقضت مضاجعهم وجعلتهم لا ينامون ليدبروا له أمرا بليل! أما الإعلام الذي شكك في أمانته واتهمه بتلقي الرشاوى، فهو نفسه الإعلام الذي أشاد بإنجازاته مع ناديه والمنتخب طيلة سنوات، وشد من أزره عندما كلف بمهمته الأولى كمدرب وطني لنادٍ كبير كالهلال، وبخصوص شكواه من أن هناك من الإعلاميين من حاربوه منذ اليوم الأول لتوليه مهمته، فإن المدرب المحترف الواثق من نفسه يستطيع تجاوز ذلك دون أن يجعله مشجبا لبكائيات لا تليق بالمحترفين، كما أن بإمكانه الاستفادة من تجربة النجم الكبير ماجد عبدالله الذي شق طريقه بكل نجاح وثقة وصمت، رغم أنه واجه حربا ضروسا من الإعلام المتعصب طيلة حياته ساهمت في صناعة نجومية للاعبين أقل منه شأنا! الخلاصة، على سامي أن يهدأ قليلا، ويعيد تقييم تجربته بقليل من التواضع، فهو حتى الآن يخسر في الملعب وخارجه!. مقالة للكاتب خالد السليمان عن جريدة عكاظ
مشاركة :